اعترافات السفاح الذي أرعب المغاربة في 2025: “شربت الخمر فذبحتهم جميعاً”

قضية مجزرة حي الرحمة في مدينة سلا التي راح ضحيتها ستة أفراد من عائلة واحدة لا تزال تخيم بظلالها المظلمة على الأوساط المغربية. الجريمة وقعت في فبراير 2021 ونقلت صدمتها عنفًا غير مسبوق، وتستمر المحاكم المغربية في كشف غموضها وإماطة اللثام عن تفاصيلها المأساوية وسط صراع بين الاتهامات والدفاع.

تفاصيل مجزرة حي الرحمة وأبرز معطيات القضية

الجريمة التي وقعت قبل أكثر من عامين تعود إلى صدارة الأحداث بعد استئناف المحاكمة في محكمة الاستئناف بالرباط. المتهم الستيني الذي تم ترحيله من إسبانيا في مايو 2024، يواجه حكما ابتدائيا بالسجن المؤبد صدر في يوليوز 2024، حيث يُتهم بقتل العائلة بكاملها في حادثة وُصفت بالبشعة، ولكنه لا يزال يُنكر جميع التهم المنسوبة إليه. المحكمة أجلت القضية مؤخرًا بدافع إفساح المجال لمزيد من التحقيقات، مع استمرار البحث عن الحقيقة الكاملة.

القضية تضمنت تسجيلات صوتية مرعبة، استُخرجت من الهاتف النقال للمتهم، كشفت تهديدات صريحة مُوجهة إلى الضحايا. رغم محاولته التنصل من هذه التسجيلات بادعاء أنه كان في حالة سُكر شديد، إلا أن الخبرات التقنية أثبتت صحتها، مما يعزز موقع الادعاء ويسلط الضوء على صدق الوثائق الرقمية. تأتي هذه الأدلة لتؤكد ارتباط المتهم بالحادث وتزيد من الضغط على فريق الدفاع.

الدوافع المحتملة وراء مجزرة حي الرحمة

من بين العوامل المطروحة في محاكمة مجزرة حي الرحمة، تبرز الصراعات على الإرث والممتلكات كخلفية محتملة للجريمة. تقارير إعلامية ذكرت أنّ خلافات حادة بين المتهم وأفراد العائلة الضحية تتعلق بأراضٍ فلاحية في مشرع بلقصيري قد تكون الدافع الأساسي. المشكلة تتعقّد بسبب شهادات أفراد آخرين من عائلة الضحايا الذين أعربوا عن عدم درايتهم بهوية الفاعل الحقيقي، وهو ما يزيد الغموض ويجعل القضية أكثر تشابكاً.

وعلى الرغم من كل هذه المحاولات لتقديم روايات مختلفة للدفاع أو تقديم دلالات جديدة، تبقى الأدلة التقنية والشهادات الموثوقة العامل الأساسي الذي سيسلط الضوء على العوامل الحقيقية وراء هذه الجريمة المروعة.

رواية المتهم واستمرار البحث عن العدالة

رغم الأدلة المتزايدة التي تُدينه، يتشبث المتهم برواية اعتبرت ضعيفة، حيث يدعي أنّه كان خارج المغرب وقت ارتكاب الجريمة. لكن تعاوناً أمنياً بين السلطات الإسبانية والمغربية أثبت زيف ادعاءاته، إذ أكدت إسبانيا أنّ المتهم تم القبض عليه على أراضيها في مايو 2021، بعد أشهر قليلة من وقوع الجريمة. كان يعمل في قطاع الغاز ويقيم بشكل غير قانوني عندما اعتُقل، ليتم بعدها تسليمه إلى المغرب لمواجهة العدالة.

ما زالت مجزرة حي الرحمة موضوعاً للنقاش القانوني والإعلامي المكثف، حيث تستأثر بمتابعة واسعة على المستويات كافة. هذه الجريمة ليست فقط تذكيراً بالوحشية التي قد يصل إليها بعض الأفراد، بل تُبرز أيضاً أهمية العدالة الجنائية في كشف الحقيقة ومحاكمة المُذنبين بشكل عادل.