«اقتراح جديد».. أمريكا تسعى لتهدئة غزة بشروط إسرائيلية مشددة

«اقتراح جديد».. أمريكا تسعى لتهدئة غزة بشروط إسرائيلية مشددة
«اقتراح جديد».. أمريكا تسعى لتهدئة غزة بشروط إسرائيلية مشددة

تسعى الإدارة الأمريكية لتهدئة الأوضاع المتأزمة في قطاع غزة من خلال طرح مبادرة جديدة تهدف إلى تحقيق هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس. تتضمن المبادرة إطلاق سراح بعض الرهائن المحتجزين مقابل وقف إطلاق النار جزئياً لفترة محددة. يهدف هذا الجهد إلى فتح آفاق لحل إنساني وسياسي بعيد المدى، وسط تباين المواقف بين الطرفين.

اقتراح أمريكي جديد لتهدئة غزة

كشفت صحيفة “جيروسالم بوست” الإسرائيلية عن اقتراح أمريكي قدمه مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لكل من إسرائيل وحماس. يتضمن هذا الاقتراح إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء؛ وتسليم جثث خمسة عشر رهينة مقابل هدنة مؤقتة تتراوح مدتها بين خمسة وأربعين وستين يوماً. هذه الخطوة تحمل طابعاً إنسانياً، لكنها قد تشكل أيضاً تمهيداً للوصول إلى مفاوضات سياسية طويلة الأمد.

يطمح هذا الاقتراح إلى تقليل التصعيد المتواصل في غزة، خاصة في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه سكان القطاع. إلا أن المفاوضات بين الجانبَين ما زالت تتم عبر قنوات خلفية وغير مباشرة نظراً لتعقيدات الملف وتناقض المصالح.

تفاصيل هدنة قطاع غزة

وفقاً لما ورد عن الصحيفة، يهدف الاقتراح الأمريكي إلى تحسين فرص إطلاق سراح الرهائن مقابل تحقيق هدنة محدودة المدة؛ ما يتيح مجالاً للحوار بين الأطراف المختلفة. تشمل بنود الصفقة الإفراج عن بعض الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الرهائن، لكن تباين مواقف الطرفين يعكس تحديات كبيرة أمام هذا الطرح. كذلك هناك مساعٍ لتحويل هذه الهدنة إلى أساس متين يسمح بالدخول في مفاوضات سياسية شاملة؛ للوصول إلى تسوية دائمة تنهي العنف المستمر.

وبرغم الاستعداد المبدئي من قبل إسرائيل لقبول الخطوة إلا أنها وضعت شروطاً واضحة تتعلق بضمان أمنها على مدى طويل. من ناحية أخرى، تطالب حركة حماس بضمانات دولية للالتزام بأي اتفاق يتم تنفيذه لضمان حقوق الفلسطينيين.

التحديات أمام تنفيذ المبادرة الأمريكية

أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن ترحيبها المبدئي بالاقتراح الأمريكي، ولكنها أكدت على ضرورة مراعاة شروطها الأمنية والسياسية لضمان فعالية الهدنة. في المقابل، أبدت حركة حماس تحفظاتها، حيث طالبت بضمانات دولية تضمن الالتزام بما ورد في المبادرة. كما أنها اشترطت وقفاً شاملاً ونهائياً للعمليات العسكرية في غزة، وهو شرط صعب التحقق في ظل الأوضاع الراهنة.

أوضح القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري أن حركته لم توافق على هذا الطرح بوضعه الحالي، نافياً صحة التقارير التي تزعم قبول حماس لإطلاق عدد محدود من الرهائن مقابل هدنة مؤقتة. وأكد أن الحركة تسعى لحل كامل وعادل يشمل إنهاء العدوان الإسرائيلي بشكل نهائي، كما أن أي خطوة جزئية تعتبرها غير كافية ولا تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني.

تستمر المفاوضات عبر قنوات سرية وغير مباشرة، ما يعكس تعقيد الملف وأهمية التوصل إلى حلول تشمل جميع الأطراف. تبقى الآمال معقودة على تحقيق تقدم في ظل وساطة دولية لتحقيق التهدئة التي قد تفتح الباب لإعادة الإعمار وعودة الاستقرار إلى غزة.