الأثر العميق للفتوى المقدسة في توحيد الشعب العراقي ومواجهة التحديات – وكالة الأنباء العراقية (واع)

في العام 2014، أصدر المرجع الديني الأعلى نداءً تاريخيًا تحت فتوى الجهاد الكفائي، والذي كان له تأثير حاسم في مواجهة خطر تنظيم داعش الإرهابي في العراق. هذه الفتوى شكّلت نقطة تحول هامة، حيث وحدت الشعب العراقي بمختلف طوائفه لمواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بوطنهم. الفتوى كانت عاملاً رئيسياً في إحباط محاولات التنظيم الإرهابي لإقامة دولة تسودها الفوضى، إذ تمكن العراقيون من إحباط هذه المحاولات بإصرار وبسالة قل مثيلها؛ وفي مراحل لاحقة، ساهمت هذه الفتوى في تعزيز روح المقاومة واستعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم، ورفع راية النصر في العديد من المحافظات العراقية.

فتوى الجهاد الكفائي

أوضح الشيخ صلاح الكربلائي أن فتوى الجهاد الكفائي التي صدرت عن المرجعية شكلت خطوة تاريخية في إعادة توجيه مسار المجتمع العراقي وتعزيز وحدة صفوفه في وجه الإرهاب. الشيخ أكد على أن الفتوى جاءت بمثابة استجابة لحظة حاسمة عندما كان داعش ينشر الخراب في العراق، حيث خدمت الفتوى كصرخة تدعم حق الدفاع المشروع عن الأرض والمقدسات، وأسست لموقف وطني موحد تجاوز الانقسامات الطائفية والمذهبية، وتجاوب الشعب العراقي مع هذا النداء حيث تشكلت تشكيلات الحشد الشعبي كدرع يحمي الوطن.

التكافل الاجتماعي ومعاني الوحدة

اشار الكربلائي إلى أن الفتوى لم تكن مجرد دعوة لحمل السلاح، بل تركت أثراً عميقًا في وجدان العراقيين، حيث ثقّفت العائلات والشباب على أهمية التضحية والدفاع من أجل المصلحة الوطنية، وبرزت روح التكافل الاجتماعي من خلال الدعم المادي والمعنوي للاسرة الواحدة في مواجهة التحديات، حيث تضافرت جهود الجميع لدعم المقاتلين في مختلف جبهات القتال بالموارد اللازمة.

دور المؤسسات الدينية والعسكرية في فتوى الجهاد الكفائي

مدير مركز بيّنة للأمن الفكري، الشيخ علي القرعاوي، أشاد بدور الفتوى في توحيد أطياف المجتمع وحماية الوطن والمقدسات. القرعاوي بيّن أن الفتوى كانت اللحمة القوية التي جمعت العراقيين بمختلف انتماءاتهم لتصرخ بكلمة رفض واحدة في وجه الإرهاب وأصحاب الأيديولوجيات المتطرفة. الشيخ خالد الملا أشار في حديثه إلى أن الفتوى ساهمت في إنقاذ العراق من الانهيار، حيث كانت بمثابة ركيزة لإعادة الثقة في قدرات المؤسسة العسكرية العراقية، وبرز دور الحشد الشعبي كقوة مساندة محورية.

أهمية الاستجابة الشعبية لفتوى الجهاد الكفائي

الشيخ ميثم الزيدي رئيس فرقة العباس القتالية أوضح أن فتوى الجهاد الكفائي كانت البلسم الذي شفى جراح العراقيين وأعاد روح المقاومة والإصرار بين أوساطهم، حيث استجاب العراقيون بشكل كبير للنداء والتفوا حوله، لرسم تاريخ جديد يغلب فيه صوت الحق والانتماء الوطني على صوت الإرهاب والعدوان، كما ساهم تواجد رجال الدين والعلماء في ساحات القتال إلى تحفيز الأفراد وتعزيز تضحياتهم لأجل الوطن.

دعم لوجستي وطبي متكامل تحت مظلة الجهاد الكفائي

الحشد الشعبي بالتعاون مع العتبات المقدسة قدّموا مساعدات جمة للنازحين خلال العمليات العسكرية، من توفير الغذاء والمأوى والمستلزمات الطبية، إلى جانب إعادة تأهيل البنى التحتية في المناطق المحررة. النصر في المعركة ضد الإرهاب أثبت قدرة العراقيين على إعادة الأمن والاستقرار لوطنهم، وتجلى أثر الفتوى في توحيد الصفوف والتضامن من أجل مستقبل أفضل لوطن مستقر وآمن.