
يتطلع العالم الكاثوليكي إلى جلسة الكرادلة المقررة لمناقشة انتخاب خليفة جديد للبابا السابق فرانسيس الذي توفي مؤخرًا، حيث يلعب المجمع المغلق “الكونكلاف” دورًا حاسمًا في هذا الانتخاب بعد رحيل البابا في 21 أبريل عن عمر يناهز 88 عامًا، وتسود تساؤلات عدة حول تاريخ كرسي البابوية والكثير من الحقائق التي تعود إلى قرون طويلة.
بابا الفاتيكان فرانسيس
البابا فرانسيس، واسمه الحقيقي خورخي ماريو بيرغوليو، يعد الحبر الأعظم الثاني في القرن الحادي والعشرين بعد البابا بندكت السادس عشر، وقد تولى المنصب على الكرسي الرسولي في 13 مارس 2013 إلى 21 فبراير 2025، بمدة استمرت 12 عامًا، ساهم خلالها بشكل فاعل في عدة قضايا تخص العدالة الاجتماعية والإصلاح الكنسي. ولد البابا فرانسيس في بوينس آيرس بالأرجنتين في السابع عشر من ديسمبر عام 1936، وهو الابن الأكبر لعائلة أرجنتينية هاجرت من إيطاليا. ورغم تجاوزه السبعين من العمر عند انتخابه، استطاع استقطاب مختلف التيارات الكاثوليكية، حيث رأى فيه المحافظون مدافعًا عن التقاليد الأساسية في الكنيسة، بينما اعتبره الإصلاحيون داعمًا للعدالة وضمان حقوق المهمشين.
من هو البابا الذي قضى أطول مدة بابوية؟
عندما يتعلق الأمر بالمدة الطويلة على الكرسي البابوي، فإن البابا بيوس التاسع يحتل الصدارة، فهو قاد الكرسي الرسولي لما يقرب من 32 عامًا من 16 يونيو 1846 وحتى 7 فبراير 1878. ويعد البابا بيوس التاسع رمزًا للنهج الليبرالي، حيث اعتمد عدة إصلاحات كبيرة داخل الكنيسة الكاثوليكية، مثل حرية الصحافة وتشكيل مجالس مدنية للنقاش العام ونقل المقترحات إلى الرئاسة البابوية، إضافة إلى معارضته للتدخل النمساوي في إيطاليا.
البابا | مدة البابوية |
---|---|
البابا يوحنا بولس الثاني | 27 عامًا |
البابا بندكت الخامس عشر | 8 سنوات |
البابا بندكت السادس عشر | 8 سنوات |
إسهامات البابا بيوس التاسع
تميزت فترة حكم البابا بيوس التاسع بالفكر المنفتح والإصلاحات التي ساهمت في تحديث إدارة الفاتيكان، فقد أسس مجلس الدولة، شجع حرية الإعلام، ووافق على إنشاء هيئة تهدف لتنظيم ما يتم نشره من مواد إعلامية، كما شُهر بدعمه تطويب شهداء مذبحة ناجازاكي. من الجدير بالذكر أيضًا أنه بقي متفانيًا في خدمة الكرسي الرسولي لمدة تفوق ثلاثة عقود، مما جعله أكثر البابوات تأثيرًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
تبقى وفاة البابا بيوس التاسع في 7 فبراير 1878 لحظة فارقة في تاريخ الفاتيكان، حيث أنها أغلقت فصلًا ملهمًا لطائفة بقيادة رجل كرس حياته لخدمة دينه وشعبه، مقدمًا نموذجًا يُحتذى به لكل الحبر الأعظم المستقبلي.