التجسس على واتساب: صفعة قضائية تكشف 7 أسرار مثيرة للمعركة

شهدت شركة واتساب التابعة لشركة “ميتا” انتصاراً قانونياً تاريخياً ضد مجموعة NSO الإسرائيلية المتخصصة في تطوير برامج التجسس. حكمت المحكمة بتغريم NSO مبلغاً ضخماً يزيد عن 167 مليون دولار كتعويضات لصالح واتساب؛ عقب معركة قضائية استمرت خمس سنوات، بدأت باتهام واتساب بوقوف NSO وراء استغلال ثغرة تقنية لاختراق المئات من مستخدمي التطبيق عبر برامج التجسس المتطورة مثل برنامج بيجاسوس.

كيف أثرت قضية اختراق واتساب على الأمن السيبراني؟

جاءت هذه القضية لتؤكد أهمية تعزيز الأمن السيبراني في التطبيقات الشهيرة مثل واتساب، حيث كشف الهجوم المعروف بـ”هجوم النقرة الصفرية” طبيعة خطيرة تحول المستخدمين إلى ضحايا دون أي تفاعل. استهدفت مجموعة NSO أكثر من 1400 مستخدم من بينهم صحفيون وشخصيات بارزة، عبر استغلال تقنية المكالمات الصوتية المزيفة التي مكنت البرنامج من التسلل إلى الهواتف وتحميل برنامج التجسس بيجاسوس على الأجهزة المستهدفة، كل ذلك باستخدام رقم الهاتف فقط، مما أثار جدلاً دولياً حول خصوصية البيانات الرقمية وسلامتها.

تفاصيل محاكمة NSO وآثارها القانونية

شهدت جلسات المحاكمة كشف العديد من التفاصيل الهامة، حيث اعترفت NSO باستخدام ثلاثة إصدارات متقدمة من الهجمات، كانت تعمل تحت الاسم الرمزي “Hummingbird”. كما تبين أن الشركة استخدمت هذه التقنيات لاختراق أرقام أمريكية ضمن اختبارات مشتركة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، ما أثار المزيد من التساؤلات حول دور العمل التجسسي في السياسات الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، كشفت المحاكمة إفلاس NSO جزئياً، حيث تعاني من خسائر مالية فادحة وصلت إلى 12 مليون دولار سنوياً، مع انخفاض كبير في العملاء بسبب القيود القانونية الدولية.

برنامج بيجاسوس وتأثيره على الحكومات والأفراد

يعد بيجاسوس أحد أكثر البرامج خطورة في مجال التجسس الإلكتروني، إذ يستخدم لاستهداف الهواتف الذكية بشكل غير مرئي من قبل الجهة المُخترِقة. أوضحت المحاكمة أن عدة دول مثل المكسيك والسعودية وأوزبكستان استخدمت البرنامج، فيما اضطرت NSO لإلغاء عقودها مع بعض الحكومات بسبب سوء استخدام تلك التكنولوجيا. البرنامج لا يعتمد على التقنيات التي يحددها العميل، بل يتم تحديد التقنيات تلقائياً وفق نوع البيانات المستهدفة؛ من خلال استغلال الثغرات التقنية الموجودة في أنظمة التشغيل المختلفة.

في النهاية، أظهرت هذه القضية مدى الخطر الذي يمثله استخدام تكنولوجيا التجسس المتطورة على الخصوصية الشخصية وعلى أمن الدول. فيما دفع هذا الانتصار القانوني العالم لإعادة التفكير جدياً في تشريعات الأمن السيبراني ووضع قيود أكبر على هذه النوعية من البرامج الخطرة. تسعى واتساب لتعزيز مصداقيتها وثقة المستخدمين عبر تطوير أنظمتها الأمنية بشكل أقوى لتفادي أي اختراقات مستقبلية محتملة.