الجدل حول من هو الذبيح.. هل هو إسماعيل أم إسحاق؟ تعرف على الحسم القرآني للتفاصيل

من هو الذبيح إسماعيل أم إسحاق؟ يظل هذا السؤال من أكثر المواضيع التي أثارت جدلًا واسعًا بين الباحثين وطلاب العلم على مر التاريخ، خاصة أن التوراة العبرية تصرّح بأن الذبيح هو إسحاق عليه السلام، بينما تؤكد المصادر الإسلامية والقرآن الكريم على أن الذبيح هو إسماعيل، وهو الابن البكر لإبراهيم من هاجر، مما يفتح باب التفسير والتأويل عبر تسلسل قرآني واضح.

تسلسل قرآني يكشف من هو الذبيح إسماعيل أم إسحاق

في سورة الصافات يروي الله تعالى قصة بشرى إبراهيم عليه السلام بـ ﴿غلامٍ حليمٍ﴾ دون ذكر الاسم، ثم تأتي قصة الابتلاء بالذبح ﴿فلمّا بلغ معه السعي﴾، حيث فداه الله بـ ﴿ذبحٍ عظيمٍ﴾، مباشرة بعدها يقول: ﴿وبشرناه بإسحاق نبيًّا من الصالحين﴾، ما يشير إلى أن الذبيح هو الغلام الحليم الأول الذي ابتُلي به إبراهيم، وهو إسماعيل، فيما جاءت البشرى الثانية بإسحاق بعد اختبار الذبح العظيم ونجاح إبراهيم فيه. يدل هذا التسلسل على أن اختبار الذبح قد وقع على إسماعيل دون إسحاق الذي بُشر به لاحقًا، مؤكدًا بذلك اختلاف الوقت والموضوع بين الحدثين، وبالتالي الإجابة عن سؤال من هو الذبيح إسماعيل أم إسحاق؟

ماذا قال مفسرو القرآن عن من هو الذبيح إسماعيل أم إسحاق؟

ألمح كبار المفسرين مثل ابن كثير، وابن القيم في زاد المعاد، والسهيلي والقرطبي إلى أن القرآن يميز بين بشارتين منفصلتين: بشارة الغلام الحليم التي كانت دون ذكر صريح للاسم، ومعظمهم رجّحوا أن المقصود بها هو إسماعيل، وبشارة لاحقة بإسحاق بعد نجاة إبراهيم، مما يعني أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام؛ بينما ظهرت بعض التفاسير مثل الكشاف للزمخشري ومفاتيح الغيب للرازي التي تربط الذبح بإسحاق، مستندة إلى روايات من اليهود وغيرهم، لكن جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة يعتبرون هذه الآراء ضعيفة أمام النصوص القرآنية الواضحة، ويستشهدون بأن إسماعيل هو الابن البكر، ومن العرف أن يُنذر البكر، إضافة إلى أن الذبيح وُصف بـ ﴿غلامٍ حليمٍ﴾، فيما البشرى بإسحاق جاءت متأخرة ومقرونة بحفيده يعقوب ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾.

التحريف التاريخي ودور التوراة في تحديد من هو الذبيح إسماعيل أم إسحاق

انتهى الكثير من الباحثين إلى أن التوراة عبر تاريخها تعرضت للتحريف، كما أشار ابن القيم وغيره من العلماء، وأن روايات التوراة نقلت قصة الذبح عن إسماعيل إلى إسحاق لأسباب قومية تتعلق بنسب البركة والنبوة إلى نسل إسحاق فقط؛ بينما يؤكد التحقيق المنقول من القرآن والتاريخ الإسلامي أن الذبيح هو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وهو الأمر الذي تدعمه أقوال معظم العلماء والمحققين. يؤكد هذا الحسم القرآني أن الذبيح الذي أُفتدي بذبح عظيم ليس إلا إسماعيل، مما يجعل هذا النقاش محورًا هامًا في الدراسات الدينية والتاريخية.

  • الذبيح هو الابن البكر لإبراهيم، إسماعيل.
  • التوراة تنسب الذبح إلى إسحاق بسبب تحريفات قومية.
  • القرآن يفرق بين بشارتين: الأولى للغلام الحليم، والثانية بإسحاق.
  • كبار المفسرين يميلون إلى أن الذبيح هو إسماعيل وليس إسحاق.
النص القرآني الشرح
﴿بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾ البشارة الأولى لإبراهيم دون ذكر اسم، تشير إلى إسماعيل
﴿فداه الله بذبح عظيم﴾ الاختبار العظيم لابن إبراهيم الذي هو الذبيح
﴿وبشرناه بإسحاق نبيًا من الصالحين﴾ البشارة الثانية التي جاءت بعد نجاة إبراهيم، بإسحاق

ورغم اختلاف آرائهم حول من هو الذبيح إسماعيل أم إسحاق، لا ينكر المسلمون شرف ومكانة إسماعيل وإسحاق عليهما السلام، فكلاهما من الأنبياء الكرام وأبناء إبراهيم عليه السلام الذي وصفه القرآن بأنه ﴿كان صديقًا نبيًّا﴾، إذ لا يجوز مقارنة أحد منهما بالانتقاص من الآخر، بل هما في منزلة عالية من التقدير والمحبة، وقصة الذبح تبقى من أعظم الدلالات على الإيمان العميق والتفاني في طاعة الله.