الدكتور حسام موافي يكشف الإعجاز العلمي في الدماغ من خلال القرآن والسنة

الإعجاز العلمي في القرآن والسنة يتجلى بوضوح في العديد من النصوص التي سبقت الاكتشافات الطبية والعلمية الحديثة، وهو موضوع أثار اهتمام الأستاذ الدكتور حسام موافي في محاضرته ضمن مؤتمر “الإعجاز العلمي في القرآن والسنة” بجمهورية مصر العربية؛ حيث بيّن كيف تتقاطع النصوص الدينية مع الحقائق العلمية الدقيقة، وبيّن خطورة محاولات فصل الدين عن العلم التي اعتبرها مغرضة.

الإعجاز العلمي في القرآن والسنة وعلاقته بين الدين والعلم

أكد الدكتور حسام موافي أن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة يتعرض لهجوم ممنهج يهدف إلى فصل الدين عن العلم، وهو فصل لا أساس له من الصحة ويضر بالفهم الحقيقي للنصوص الدينية. وأشار إلى أن مؤتمر “الإعجاز العلمي في القرآن والسنة” يعد من أقوى المؤتمرات التي عقدت في مصر لأنه استعرض الربط الوثيق بين النصوص المقدسة والاكتشافات العلمية الحديثة، مشددًا على أن القرآن الكريم لا يتعارض مع العلم بل يؤكد صحته في العديد من المواضع، مما يعكس توافقًا بين النص الديني والمعرفة العلمية. ولعل هذا الإعجاز العلمي في القرآن والسنة هو ما يرسّخ العلاقة بين الإيمان والعلم كمسارين متكاملين لا يتناقضان.

الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بين آيات الجسم والسنن النبوية

تطرق الدكتور موافي خلال المحاضرة إلى أمثلة بارزة في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة التي تعكس معرفة متقدمة ما قبل العلم الحديث، ومنها معجزة الماء داخل الجسم البشري؛ حيث شرح أن أربعة أعضاء مهمة هي الكليتان والكبد والقلب والمخ “تفزع” من وجود الماء داخلها، فإذا تعطلت تعمل على تراكم الماء ما يسبب الاستسقاء والتورم، بينما في الحالة الصحية الطبيعية لا يخزن الجسم الماء إطلاقًا. وذكر أن هذه الحقيقة الطبية المختصرة إلى حد بعيد تلخص آية القرآن الكريم: “وأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكم وما أنتم له بخازنين”، وهو وصف دقيق لاختزان المياه في الجسم مع إبراز عدم تخزينها بشكل مباشر، مما يمثل ذروة الإعجاز العلمي في نص موجز.

كما استعرض الإعجاز العلمي في السنة النبوية فيما يتعلق بالصلاة وتأثيرها على توازن الضغط الدماغي، حيث أشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن حضور الصلاة في حالة السعي أو الجري، وأمر بالسكينة عند الذهاب إلى المسجد كما في قوله صلى الله عليه وسلم: “إذا أتيتم الصلاة فأتوها وأنتم تمشون ولا تأتوها وأنتم تسعون”. وبيّن أن الجري يزيد ضغط الدم بينما السجود يرفع ضغط المخ، وهذا التوازن الحيوي لا يمكن إدراكه إلا بمعرفة طبية حديثة، مما يبرهن على إعجاز السنة التي سبقت العلم في توصيف المخاطر الصحية.

الجلد مركز الإحساس وحماية الجسم

أوضح موافي أن الجلد هو مركز الإحساس الحقيقي وليس العظام كما كان الاعتقاد سائداً لفترات طويلة، وهو المسؤول عن حماية الجسم من فقدان المياه وتجفيفه، بالإضافة إلى حمايته من الميكروبات. وأن هذا الوصف دقيق في قوله تعالى: “كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب”، حيث يعكس معرفة ثاقبة بوظائف الجلد من ناحية الإحساس والتجديد، ويؤكد أن القرآن سبق العلم في هذا المجال.

صلاة الفجر ودورها في الوقاية من الجلطات

روى الدكتور تجربة شخصية من مؤتمر في ألمانيا، حيث لاحظ بحثًا علميًا غربيًا يشير إلى أن غالبية جلطات المخ تحدث أثناء النوم، وتحديدًا في التوقيت الذي يصادف صلاة الفجر عند المسلمين، مما جعله يتأمل في قوله المؤذن: “الصلاة خير من النوم”. هذه الظاهرة العلمية تظهر كيف أن صلاة الفجر – إحدى سنن الدين – هي في الحقيقة تحذير ووقاية وإعجاز علمي يدعمها لمنع الجلطات الدماغية.

الإعجاز العلمي في سورة العنكبوت وتفصيل بناء العنكبوت

انتقل الدكتور موافي إلى سورة العنكبوت، حيث كشف أن العلم الحديث أثبت أن أنثى العنكبوت فقط هي التي تبني بيت العنكبوت، وليس الذكر، ولا يمكن تمييز الذكر من الأنثى إلا باستخدام المجهر. والقرآن الكريم سبق هذا الاكتشاف قبل أكثر من 1400 عام بقوله تعالى: “كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا لو كانوا يعلمون”، حيث استخدم الفعل المؤنث “اتخذت”، مشيرًا إلى أن العلم كان ضروريًا لاكتشاف هذا التفصيل عبر التجربة الدقيقة والتقنيات الحديثة.

الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في الغذاء والعادات الصحية

سلّط الدكتور موافي الضوء على الإرشادات الغذائية في الإسلام التي تتفق مع العلم الحديث، حيث أكد أن القرآن الكريم أوصى ببدء تناول الطعام بالفاكهة قبل الأطعمة الثقيلة، مستشهداً بقوله تعالى: “وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون”، وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الناس إلى هذا الترتيب في مناسك الحج بقوله: “سأبدأ بما بدأ به الله”. هذا النظام الغذائي يتناغم مع مبادئ الصحة الغذائية الحديثة.

كما أكد أن تناول خمس وجبات يومياً يعد أفضل نظام غذائي بناءً على أحدث الدراسات، ضاربًا مثالاً بتوجيه القرآن الكريم: “يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا”، حيث جاء هذا التوجيه متوافقًا مع عدد الصلوات الخمس، مما يعكس توافق النظم الدينية مع العلوم الحديثة.

تفسير آيات متعددة توضح إعجاز علمي دقيق

تناول الدكتور موافي تفسيرًا لآية: “ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة”، مبينًا أن ذكر القلوب بالجمع لأن القلب قادر على محبة أكثر من شخص، والبصر جمع لأن العين تستطيع رؤية عدة أشخاص، لكن السمع مفرد لأن الإنسان لا يمكنه الاستماع إلا لصوت واحد فقط في اللحظة نفسها، وهذا تفسير دقيق يستند إلى علم الأعصاب والحواس.

كما ناقش قول الله تعالى في تحريم بعض المأكولات، مشيرًا إلى الفرق بين التحريم والامتناع أو الاجتناب، حيث أوضح أن تحريم الدم والميتة ولحم الخنزير جاء بشكل مباشر، أما الخمر فقد أمر الله تعالى باجتنابه وقال عنه “إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه”، وبيّن موافي أن الاجتناب أشد من التحريم نظراً لأضرار الخمر المتعددة، مستشهداً بحديث القرآن عن إثم الخمر الكبير ومنافعها المحدودة التي يغلب عليها الضرر، وهو تبيان دقيق لطبيعة التحريم الشرعي وأسبابه العلمية الصحية.

  • الإعجاز العلمي في القرآن والسنة يكشف عن أوجه متقدمة من المعرفة الإنسانية
  • النصوص الدينية تقود لفهم متكامل بين الإيمان والعلم
  • الأبحاث الطبية الحديثة تؤكد صحة النواحي الصحية والبيولوجية في الإسلام