
فرض الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، رسومًا جمركية أثارت جدلًا عالميًا حول دوافعها وأهدافها، وذلك من أجل الحد من العجز التجاري وتقليل الالتزامات المالية الضخمة على الولايات المتحدة، حيث يتجاوز العجز المالي الأمريكي مئات المليارات من الدولارات سنويًا، لذا لجأ ترامب إلى سياسات حمائية تضمنت تقليل الواردات وزيادة التنافسية الاقتصاديّة لتعزيز موقف الولايات المتحدة في الأسواق العالمية.
استراتيجيات ترامب الاقتصادية وتأثيرها على الاقتصاد الأمريكي
شدّد طاهر حلمي، المحامي والرئيس الأسبق للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، خلال ندوة اقتصادية، أن ما يقوم به ترامب من سياسات حمائية يمثل استجابة لضغوط اقتصادية كبيرة ومستمرة تواجه أمريكا، حيث إن الديون المتراكمة والبالغة نحو 800 مليار دولار تطلب حلولًا جذرية بحسب ما أوضح حلمي، وأشار إلى أن ترامب عمل لتقليل الواردات من أجل تعزيز الاقتصاد المحلي، كما أكد أن فهم شخصية ترامب، التي تتسم بالعناد والثبات على استراتيجياته طويلة الأمد، يكشف السبب وراء تمسكه بإجراءات قد تبدو غير شعبية لكنها محورية بالنسبة لتوجهاته.
الكلمة المفتاحية الصينية وتأثيرها على الولايات المتحدة
كشف المحلل المالي، عمر الشنيطي، أن الصين باتت منافسًا شرسًا للولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا، وهو ما دفع ترامب لحماية شركاته الوطنية والسياسات الجمركية بالتحديد، ولفت إلى أن تطور منصات صينية مثل “ديب سيك” و”وى شات”، والاستغناء عن تقنيات العملاقة الأمريكية مثل مايكروسوفت ونفيديا، يؤشر إلى تحول الميزان التكنولوجي لصالح الصين، وهو الأمر الذي دفع عددًا من رجال الأعمال الأمريكان لدعم سياسات ترامب، رغم الخسائر قصيرة الأجل التي خلفتها على استثماراتهم، وذلك لتجنب مخاطر أكبر قد تلحق بهم من المنافسة المستقبلية مع النمو السريع في الاقتصاد الصيني.
موقف العالم ومنظمة التجارة العالمية من سياسة ترامب الجمركية
أكد عبد الحميد ممدوح، مرشح مصر السابق لرئاسة منظمة التجارة العالمية، أن هناك توترًا كبيرًا على الساحة الدولية نتيجة للسياسات الأمريكية الجمركية التي زادت الفجوة في الثقة بين الدول، وخاصة مع غياب الالتزام بالمبادئ التعاونية في التجارة الدولية، ولكنه أشار إلى تحركات إيجابية من قبل بعض الأطراف الدولية، حيث أصدرت 40 دولة بيانًا مشتركًا دعت فيه إلى حماية قواعد منظمة التجارة والعمل على إصلاحها، كما أكد الاتحاد الأوروبي دعمه الواضح للنظام التجاري العالمي متعدد الأطراف، ودعا إلى سد الثغرات التي أضرت بالاقتصاد العالمي نتيجة مثل هذه السياسات.
على ضوء ذلك، دعا الخبراء مصر لاتخاذ موقف داعم للمنظومة التجارية الدولية التي تضمن حقوق الدول النامية وتقوي مواقفها في سوق عالمي متوازن، كما أكدت الندوة أن تصرفات ترامب قد تكون لها أثار تضخمية شديدة على الداخل الأمريكي، مما سيزيد الضغط على إدارته ويشعل جدلًا أوسع داخل أمريكا.