«الذهب والنفط» يقفزان مع ترقب الأسواق لاجتماع الفيدرالي لحسم السياسات

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا إلى أعلى مستوياتها خلال الأسبوعين الأخيرين، حيث عززت المخاوف بشأن خطط الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” للرسوم الجمركية الإقبال الكبير على الذهب كملاذ آمن. ويلجأ المستثمرون إلى المعدن الثمين في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي للحصول على حماية من تقلبات الأسواق المالية العالمية.

تحليل ارتفاع أسعار الذهب وأسباب التغيرات الأخيرة

شهدت الأسواق العالمية ارتفاعًا في سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.4%، ليصل إلى 3380 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى يسجله المعدن الثمين منذ 22 أبريل. وتقترن هذه الزيادة مع تزايد التوترات العالمية؛ حيث تعكس توجهات السياسات التجارية مخاوف متزايدة لدى المستثمرين. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 1.92% لتسجل 3386.20 دولارًا، ما يشير إلى توقعات متزايدة بتحولات واضحة في السياسات المالية والنقدية خلال الفترات المقبلة، مما يمنح الذهب زخمًا إضافيًا للتقدم في الأسواق.

تأثير السياسة النقدية الأميركية على أسعار الذهب

تتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو قرارات مجلس الاحتياطي الاتحادي حول أسعار الفائدة والملاحظات المرتقبة لرئيسه “جيروم باول”. حيث ينتظر المستثمرون إشارات واضحة تدل على مسار الفائدة المستقبلية، ففي حالة الإعلان عن سياسات تميل إلى التيسير النقدي، يزداد الإقبال على الذهب بشكل طبيعي باعتباره ملاذًا آمنًا مقابل ضعف الدولار. وتاريخيًا، تشير الاتجاهات الاقتصادية إلى ارتباط الذهب الكبير بالسياسات النقدية الأميركية، مما يجعله أداة استثمارية بارزة في هذه الظروف الاقتصادية الغامضة.

علاقة أسعار النفط بارتفاع الذهب

لم تقتصر الارتفاعات الأخيرة على أسعار الذهب، بل شملت أيضًا أسعار النفط التي سجّلت صعودًا لتكسر سلسلة خسائر استمرت لست جلسات متتالية. إذ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمعدل 1.34% لتصل إلى 61.56 دولارًا للبرميل، بينما شهد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي زيادة بنسبة 2.26% ليُسجل 58.42 دولارًا للبرميل. وتشير هذه الارتفاعات إلى استجابة الأسواق العالمية للأوضاع الاقتصادية والمالية؛ حيث يشترك النفط والذهب في كونهما أصولًا مهمة خلال فترات الغموض الاقتصادي، مما يعزز من قيمتهما الاستثمارية.

في الختام، يعكس ارتفاع الذهب والنفط في الآونة الأخيرة تقلبات الأسواق والتوترات الاقتصادية العالمية، ما يدفع المستثمرين نحو الخيارات الأكثر أمانًا مثل الذهب والنفط. تُظهر هذه التحركات أن الاستقرار الاقتصادي العالمي لا يزال بعيد المنال، مما يجعل الذهب أبرز الخيارات الاستثمارية حاليًا.