«الذهب» يتراجع مع ارتفاع «التفاؤل» بشأن مستقبل التجارة العالمية

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا حادًا إلى أدنى مستوى لها خلال شهر، حيث تأثرت الأسواق بزيادة التفاؤل التجاري بين الولايات المتحدة والصين. الابتعاد عن الذهب، باعتباره ملاذًا آمنًا، جاء نتيجة تعزيز شهية المستثمرين نحو المخاطرة ودعم الأسواق العالمية. هذا التحسن دفع المتعاملين إلى إعادة تقييم استثماراتهم مع تراجع أسعار المعدن الأصفر بشكل ملحوظ.

هبوط أسعار الذهب بسبب التفاؤل التجاري

سجلت المعاملات الفورية للذهب انخفاضًا بنسبة 2.1% لتصل إلى 3180.29 دولار للأوقية، وهو أدنى مستوى لها منذ 11 أبريل. في مرحلة مبكرة من الجلسة انخفضت الأسعار إلى 3174.62 دولار؛ بينما سجلت العقود الأمريكية الآجلة انخفاضًا بنسبة 2% لتصل إلى 3184.20 دولار. هذا التراجع جاء مدفوعًا بالتقدم المحرز في خفض الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، حيث اتفق البلدان على تعليق الرسوم لمدة 90 يومًا لمناقشة التفاصيل النهائية للاتفاقيات، مما عزز التفاؤل بين المستثمرين وأدى إلى ضغط على أسعار الذهب.

الذهب: بين التحليل الفني والتوقعات المستقبلية

يرى الخبراء مثل تاي وونغ، المتعامل المستقل في المعادن، أن التنازلات التجارية دفعت بأسعار الذهب للهبوط، مما أدى إلى تعديل في المستويات الفنية. ورغم كون الذهب ملاذًا آمنًا خلال الأزمات، إلا أن التفاؤل الحالي يعيد ترتيب أولويات المستثمرين. الجدير بالذكر أن أسعار الذهب بلغت ذروتها الشهر الماضي عند 3500.05 دولار للأوقية، مسجلةً ارتفاعًا بنسبة 21.2% خلال العام الجاري؛ لكن التوقعات تشير إلى ترقب تأثيرات السياسة النقدية الأمريكية، خاصة مع صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين وأداء الاقتصاد بشكل عام.

تأثير الفيدرالي الأمريكي على أسعار الذهب

تزيد احتمالية خفض أسعار الفائدة من جاذبية الذهب، حيث لا يقدم المعدن الأصفر عوائد ثابتة، ما يجعله خيارًا جذابًا في ظل سياسات تيسير نقدي. المتداولون ينتظرون مؤشرات من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، خاصة بعد بيانات استهلاكية لم ترقَ إلى التوقعات. هذه البيانات تلقي بظلالها على قرارات سعر الفائدة للفيدرالي وتوجه المستثمرين نحو الذهب.

أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى فإن الفضة سجلت خسائر بنسبة 1.9% عند 32.27 دولار للأوقية، وبلغ معدل انخفاض البلاتين 0.8% ليصل إلى 980.21 دولار، في حين هبط سعر البلاديوم بنسبة 0.6% ليحقق قيمة 950.70 دولار للأوقية، مما يشير إلى تأثر هذه المعادن بالظروف الاقتصادية والتجارية الحالية. تظل الأنظار متجهة لفحص الأسواق خلال الأيام القادمة لتحديد مسار الأسعار.