«الذهب» يحقق ارتفاعاً ملحوظاً بعد «انخفاضه الكبير» ويثير اهتمام الأسواق!

شهدت أسعار الذهب اليوم الجمعة ارتفاعًا محدودًا، بعد أن انخفضت إلى أدنى مستوى لها خلال أسبوعين في الجلسة السابقة، حيث أثرت بيانات الوظائف الأمريكية القوية والتحسن الطفيف في المناخ التجاري سلبًا على تحركات المعدن النفيس، وسجل الذهب خسارة أسبوعية للمرة الثانية على التوالي، مما أثار الاهتمام بتحليل معدلات الطلب والعرض وتأثيرات الأسواق العالمية.

أسعار الذهب تسجل ارتفاعًا طفيفًا بعد خسائر سابقة

في تداولات اليوم، ارتفع سعر الذهب بنحو 0.5% في التعاملات الفورية ليصل إلى 3,255.01 دولار للأوقية، لكنه كان قد سجل أدنى مستوى منذ 14 أبريل في الجلسة السابقة، أما العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو فشهدت ارتفاعًا بنسبة 0.6% لتصل إلى 3,243.30 دولار للأوقية على خلفية تخفيف المخاوف من النزاعات التجارية، ورغم هذا الارتفاع اليومي، سجل الذهب خسارة أسبوعية بنسبة 1.7%، مما يشير إلى تراجع الطلب نسبياً مقارنةً بالأسابيع الماضية نتيجة تزايد شهية المستثمرين للأصول ذات المخاطر العالية.

التوترات التجارية وتأثيرها على أسعار الذهب

تلعب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين دورًا كبيرًا في حركة أسعار الذهب، حيث أعلنت وزارة التجارة الصينية أن الولايات المتحدة أظهرت رغبة واضحة في التفاوض حول الرسوم الجمركية؛ وهو ما قد يؤدي إلى تهدئة المخاوف التجارية، وعلق دانيال بافيلونيس، كبير استراتيجيي السوق في شركة RJO Futures، قائلاً إن المستوى السعري 3,500 دولار يُعد حاجزًا صعبًا لتجاوزه حاليًا، وقد تزداد الضغوط على المعدن النفيس إذا تحسنت العلاقات التجارية أكثر وارتفع الإقبال على المخاطرة.

الوظائف الأمريكية وتداعياتها على سوق الذهب

جاءت بيانات الوظائف الأمريكية لشهر أبريل أقوى من المتوقع، حيث أضاف الاقتصاد 177,000 وظيفة بالقطاعات غير الزراعية، بينما كان التوقع يشير إلى إضافة 130,000 وظيفة فقط وفق استطلاع رويترز، وتم تعديل بيانات شهر مارس لتصل إلى 185,000 وظيفة، وتثير هذه البيانات أسئلة حول مسار التضخم والدولار الأمريكي مستقبلاً، مما يزيد من التنبؤات بشأن انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن، حيث يُعرف الذهب بعلاقته العكسية مع قوة الدولار، وكلما كان الاقتصاد قويًا وتراجع التضخم، قد يفضل المستثمرون أصولًا أخرى بدلاً من الذهب.

بناءً على المعطيات الحالية، قد تشهد أسعار الذهب تذبذبًا في الأسابيع المقبلة مع استمرار المحادثات التجارية وظهور بيانات اقتصادية جديدة، وستظل العلاقة بين الذهب والدولار محورًا رئيسيًا في تحديد مسار الأسعار، بالإضافة إلى تأثير تغير المعدلات الاحتياطية والطلب العالمي من الأسواق الصاعدة مثل الصين والهند.