«الذهب يرتفع» عالميًا 4.8% مع تراجع الدولار وتوترات تجارية متصاعدة

يشهد الذهب حاليًا موجة صعود قوية، متأثرًا بالمتغيرات العالمية والاقتصادية، حيث لعبت التوترات التجارية والسياسية دورًا رئيسيًا في تعزيز الطلب عليه كملاذ آمن للمستثمرين. مع ارتفاع الأسعار العالمية وتراجع الدولار الأمريكي، برز الذهب كخيار مفضل في ظل الظروف الراهنة التي فرضت نفسها بقوة على الأسواق.

ارتفاع أسعار الذهب عالميًا وسط توترات الأسواق

شهدت أسعار الذهب قفزات كبيرة خلال الأسبوع الماضي، حيث افتتحت التداولات عند مستوى 3215 دولارًا للأونصة وحققت أعلى قيمة لها عند 3366 دولارًا قبل أن تختتم الأسبوع بسعر 3358 دولارًا للأونصة، وهو ما يمثل ارتفاعًا أسبوعيًا بنسبة 4.8%، عاكسًا بذلك خسائر الأسبوع السابق. يعود هذا الزخم بشكل كبير إلى تصريحات الرئيس الأمريكي حول فرض رسوم جمركية جديدة، مما تسبب في اضطرابات كبيرة بالأسواق المالية، فضلاً عن تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع، مما عزز من جاذبية الذهب إلى مستويات قياسية.

أسعار الذهب في مصر تسجل ارتفاعًا ملموسًا

محليًا، لم يكن السوق المصري بمعزل عن الاتجاه العالمي لأسعار الذهب، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بشكل واضح بنسبة 3.85%، ليسجل في نهاية الأسبوع 4715 جنيهًا بعد أن كان عند 4540 جنيهًا مع بداية التداول، كما سجل الجرام أعلى سعر له عند 4720 جنيهًا، مدفوعًا بتزايد الطلب المحلي ومتأثرًا كذلك بتقلبات السوق العالمية. يعكس هذا الصعود تأثر السوق المصري بتكاليف الاستيراد وتحركات العملات الأجنببية، إلى جانب تزايد المخاوف الاقتصادية التي دفعت المستهلكين إلى الاستثمار في الذهب كأداة للتحوط.

عوامل داعمة لصعود الذهب ومخاوف الأسواق

إلى جانب التصعيد التجاري الأمريكي الأوروبي، ساهمت مجموعة أخرى من التطورات في دعم مسيرة الذهب العالمية، منها تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للديون السيادية الأمريكية، مما أدى إلى تراجع السندات الخزينة الأمريكية ورفع عوائدها، إضافة إلى ارتفاع واردات الصين من الذهب إلى أعلى مستوى في 11 شهرًا خلال أبريل الماضي بإجمالي 127.5 طن وفق بيانات الجمارك الصينية. يعكس هذا استمرار الطلب القوي على الذهب رغم ارتفاع الأسعار، مدفوعًا بتخصيص البنك المركزي الصيني حصص استيراد إضافية لبنوك تجارية.

ورغم المكاسب الكبيرة التي حققها الذهب، تشير بيانات لجنة تداول السلع الآجلة إلى تهدئة جزئية في عمليات المضاربة مع تراجع عقود الشراء والبيع، مما يدل على حذر المستثمرين في ظل انفراجة جزئية في الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ومع استمرار تصاعد التوترات التجارية وتحسن بيانات الطلب، يبقى الذهب في موقف قوي، ليواصل جذب المستثمرين الباحثين عن الأمان خلال الفترات المضطربة.