«الذهب يستقر» ترقبًا لبيانات التضخم الأمريكية وسط توقعات الأسواق العالمية

«الذهب يستقر» ترقبًا لبيانات التضخم الأمريكية وسط توقعات الأسواق العالمية
«الذهب يستقر» ترقبًا لبيانات التضخم الأمريكية وسط توقعات الأسواق العالمية

تعتبر أسعار الذهب من العوامل المالية الرئيسية التي تجذب أنظار المستثمرين والمتداولين حول العالم، فهي تمثل مقياساً مهماً للاستقرار الاقتصادي وتفاعل الأسواق مع الأحداث العالمية. في السوق الأوروبية لهذا الأسبوع، ارتفعت أسعار الذهب، متأثرة بتوقف صعود الدولار الأمريكي، مع ترقب الأسواق لبيانات التضخم في الولايات المتحدة التي قد تؤثر على أسعار الفائدة والسياسات النقدية المستقبلية.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير الدولار الأمريكي

شهدت أسعار الذهب بالسوق الأوروبية ارتفاعاً ملحوظاً هذا الأسبوع، حيث استقر المعدن الثمين فوق أدنى مستوى له في أسبوعين عند حوالي 3,200 دولارًا للأونصة، مدعوماً بتباطؤ صعود الدولار الأمريكي. تمثل هذه الحركة انعكاساً لتأثير مؤشرات السوق العالمية وتوقف الطلب على الدولار كملاذ آمن بالأسواق. وجاء هذا الارتفاع بعد خسائر استمرت ثلاث من الأيام الأربعة الماضية، حين سجل الذهب أدنى مستوياته عند 3,207.89 دولارًا.

من جهة أخرى، شهد مؤشر الدولار الأمريكي تراجعاً بنسبة 0.25% مبتعداً عن أعلى مستوى له في خمسة أسابيع عند 101.98 نقطة. يعكس هذا التراجع التوجه الحذر لدى المتداولين الذين ينتظرون صدور بيانات التضخم الأمريكية، مما أدى إلى عمليات تصحيح وجني أرباح بالأسواق.

أسعار الفائدة وتأثيرها على أسعار الذهب

تلعب السياسات النقدية الأمريكية، وعلى رأسها تحركات سعر الفائدة، دوراً محورياً في تحديد اتجاهات أسعار الذهب. وفقاً لتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فإن البنك يحتاج إلى مراجعة دقيقة لاستجابة الاقتصاد للسياسات التجارية والنقدية قبل اتخاذ أي قرارات جديدة. تشير الأداة الشهيرة “فيد ووتش” إلى احتمالية بقاء أسعار الفائدة ثابتة بنسبة 92% في اجتماع يونيو، بينما تشير الاحتمالات لخفض طفيف في يوليو بنسبة 40%.

تعزز هذه التوقعات فكرة أن التضخم المتوقع سيبقى عاملاً مؤثراً في التأثير على حركات الأسواق والأسعار. يذكر أن البيانات المقبلة حول مؤشرات أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ستلعب دوراً هاماً في صياغة السياسات النقدية لمجلس الاحتياطي.

نظرة تحليلية مستقبلية على أسعار الذهب

يرى خبراء الأسواق أن هناك نقاط دعم واضحة لأسعار الذهب على الرغم من الانتعاش الأخير في المخاطرة من قبل المستثمرين. يشير رئيس المحللين “تيم ووترر” إلى أن العلاقات التجارية المتحسنة بين الولايات المتحدة والصين خففت من الضغط على أسعار الملاذات الآمنة كالذهب، ولكن الطبيعة الجيوسياسية العالمية ما تزال تدعم التمسك بهذا المعدن النفيس.

أما صندوق SPDR Gold Trust، وهو أكبر صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، فقد ارتفعت حيازاته بالأمس بمقدار 1.15 طن متري، ليصل الإجمالي إلى 939.09 طن متري، ما يعكس زيادة الطلب المؤسسي على المعدن الأصفر. في المقابل، فإن استقرار الدولار الأمريكي قد يساهم في الحفاظ على أسعار الذهب ضمن نطاقات تداول محددة دون أن تشهد قفزات كبيرة.

العنصر التغير
سعر الذهب الحالي 3,265.56 دولارًا/أونصة
مؤشر الدولار الأمريكي -0.25%
حيازات الذهب بصندوق SPDR 1.15 طن متري (+)

في الختام، تبقى أسعار الذهب تحت تأثير عوامل الاقتصاد العالمي، بما في ذلك بيانات التضخم وأسعار الفائدة وحالة الدولار الأمريكي. مع هذه التقلبات المتوقعة، يوصى المتداولون بمراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية القادمة لضمان اتخاذ أفضل القرارات الاستثمارية.