«الذهب» يصعد مجددًا و«الدولار» يتراجع.. تغير جديد يقلق الأسواق

«الذهب» يصعد مجددًا و«الدولار» يتراجع.. تغير جديد يقلق الأسواق
«الذهب» يصعد مجددًا و«الدولار» يتراجع.. تغير جديد يقلق الأسواق

تتقلب الأسواق المالية العالمية بشكل ملحوظ وسط توقعات اقتصادية غير واضحة، حيث شهدت الأسهم الأميركية تراجعاً، بينما صعدت أسعار الذهب كرد فعل لتحركات السياسة النقدية، في المقابل سجل النفط انخفاضاً ملحوظاً مع احتمالية زيادة الإمدادات، بالإضافة إلى ضعف مؤشر الدولار المشير إلى قلق الأسواق بشأن التقدم في المفاوضات التجارية والاقتصادية، مما يلقي بظلاله على استقرار الأسواق إجمالاً.

الأسهم العالمية تتراجع وسط ترقب اقتصادي

شهدت مؤشرات الأسهم العالمية انخفاضات ملحوظة مع تأثر الأسواق الأميركية بشكل خاص، حيث خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 0.4% من قيمته، بينما انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.5%، كما هبط مؤشر ناسداك المركب بنحو 0.6%، في ظل ضغوط رسوم جمركية أثرت على نتائج الشركات الكبرى مثل وول مارت، التي أصدرت تحذيرات تتعلق بارتفاع أسعار منتجاتها نتيجة هذه الرسوم؛ مما عزز المخاوف بشأن التضخم وأثرها على المبيعات والاستهلاك.
رغم تصريحات الرئيس الأميركي حول بوادر اتفاقات تجارية جديدة تشمل الهند ونفوذ مشترك لحل الملف النووي الإيراني، إلا أن الأسواق بقيت متحفظة نظراً لاحتمالية التأثير السلبي لتلك الاتفاقيات على الحالة الاقتصادية العامة، حيث تجدد الحديث عن ركود اقتصادي محتمل دفع بالمستثمرين للبحث عن فرص استثمارية آمنة.

أسعار الذهب ترتفع بدعم من تصريحات الاحتياطي الفيدرالي

شهد الذهب قفزة جديدة في أسعاره نتيجة المخاوف المستمرة من تأثيرات اقتصادية محتملة، حيث سجلت الأسعار الفورية للذهب ارتفاعاً بنسبة تقارب 0.3% لتصل إلى 3195.57 دولاراً للأوقية، وسط طلب متزايد من قِبل المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن للاستثمار، كما رجّح المحللون أن تصريحات جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي بشأن تعديل السياسات النقدية لدعم الاقتصاد كانت أحد المحركات الرئيسية لزيادة الطلب على الذهب، مما ساعده على تجاوز خسائره السابقة.
ويبدو أن استمرار ارتفاع أسعار الفائدة والاضطرابات الجيوسياسية قد يدعمان الأسعار أكثر مع احتمال اتخاذ قرارات إضافية تحفظ استقرار الأسواق المالية الدولية، مما عزز مكانة الذهب كأفضل خيار استثماري تحت الظروف العالمية الراهنة.

النفط ينخفض مع تقلب الأسواق العالمية

تراجعت أسعار النفط بشكل كبير نتيجة زيادة التوقعات بشأن إبرام اتفاق نووي بين واشنطن وطهران، حيث انخفضت أسعار خام برنت بنسبة 2.3% لتصل إلى 64.58 دولاراً للبرميل، كما هبطت عقود خام غرب تكساس الوسيط لتبلغ 61.69 دولاراً، يأتي هذا الانخفاض نتيجة ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الأميركية الذي أدى إلى تخوف المستثمرين من تخمة في المعروض.
وتزامن ذلك مع تصريحات من الإدارة الأميركية حول قرب التوصل لاتفاق نووي، من شأنه تخفيف القيود عن صادرات النفط الإيرانية، وسط توقعات بمزيد من التقلبات حال التوصل لاتفاق فعلي، مما يترك تداعيات مباشرة على توازن العرض والطلب داخل الأسواق العالمية.

إجمالاً، يعتبر الوضع الاقتصادي الراهن محاطاً بالكثير من المخاطر وعدم اليقين، مما يتطلب من المستثمرين العمل بحذر واتخاذ قرارات مدروسة وسط هذه الأجواء المتقلبة.