الذهب ينخفض والدكتور الاقتصادي يشرح سبب “استقرار” الأسعار نتيجة تخفيف التوترات الجيوسياسية.. هل سنشهد عودته للارتفاع من جديد؟

الذهب ينخفض والدكتور الاقتصادي يشرح سبب “استقرار” الأسعار نتيجة تخفيف التوترات الجيوسياسية.. هل سنشهد عودته للارتفاع من جديد؟
الذهب ينخفض والدكتور الاقتصادي يشرح سبب "استقرار" الأسعار نتيجة تخفيف التوترات الجيوسياسية.. هل سنشهد عودته للارتفاع من جديد؟

تشهد أسعار الذهب في هذه الأيام تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفضت إلى مستوى أقل من 3350 دولارًا للأوقية، مما يثير تساؤلات حول الأسباب وراء هذا التراجع وكيفية تأثيره على الأسواق العالمية؛ ويأتي هذا الانخفاض بعد فترات طويلة من الارتفاع الذي شهده المعدن الأصفر، مما يدفع الخبراء للتأمل في العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي أدت إلى هذا الوضع، فتلوح في الأفق إشارات تدل على هدوء مؤقت قد يؤثر على عودة الذهب إلى مستويات مرتفعة مرة أخرى.

أسباب تراجع أسعار الذهب

تعددت أسباب التراجع تحت عنوان “الهدوء” في أسعار الذهب، حيث وضح الخبير الاقتصادي سمير رؤوف عدة نقاط رئيسية تفسر ما يجري:

  • إدارة التوترات الروسية الأوكرانية: أشار رؤوف إلى أن الجهود المبذولة من قبل الرئيس الروسي بوتن للتواصل مع ترامب من أجل تخفيف التهديدات بين روسيا وأوكرانيا قد ساهمت في تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن، والذي يعكس الاستقرار النسبي في الأسواق.
  • الهدنة المحتملة في غزة وفلسطين: وجود عدد من الدلالات على أن الهدنة قد تُعلن في المستقبل القريب يعكس تراجع التوترات الجيوسياسية، مما ساهم أيضًا في انخفاض أسعار الذهب بشكل عامة.
  • إلغاء التعريفات الجمركية الأوروبية: لفت رؤوف الانتباه إلى فترة التأجيل التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية بشأن التعريفات الجمركية على الواردات الأوروبية، وهو ما ساعد على تهدئة الأسواق بما يؤثر على أسعار الذهب.
  • تخفيف التعريفات الجمركية على الواردات الصينية: تخفيض التعريفات الجمركية من قبل الإدارة الأمريكية أعطى دفعة إيجابية للسوق، مما يؤكد على أن تخفيض الرسوم أثر بشكل مباشر على الطلب على الذهب.

الذهب كاستثمار وأثره على الاقتصاد

تتداخل الكثير من العوامل الاقتصادية مع ما يحدث في أسعار الذهب، حيث يرى الخبير الاقتصادي أن كل تلك النقاط تساهم في تهدئة الأسعار، مشددًا على أهمية تقييم الوضع الاقتصادي في هذه الأوقات؛ فشراء الذهب يعني تقييد السيولة في الأسواق، مما يجعله قرارًا استثماريًا قد لا يساهم في تحريك الاقتصاد بطريقة فعالة كما تفعله تلك النفقات الأخرى.
الذهب يظل هو المخزن الفعلي للقيمة، لذلك يتم النظر إليه كأداة للتأمين وليس كوسيلة للنمو الاقتصادي، هذا لأن شراء الذهب يؤثر سلبًا على دورة السيولة في الأسواق، في حين أن إنفاق الأموال على السلع الأخرى مثل الملابس أو الطعام يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب

وعلى الرغم من حالة الهدوء الحالية في الأسعار، يتوقع الخبير الاقتصادي أن يرتفع الذهب مرة أخرى، ولكن بوتيرة أبسط وأكثر استقرارًا؛ هذا التوقع ينبع من تحسن الأوضاع العالمية وضوء الشقوق التي يمكن أن نستفيد منها؛ بمعنى آخر، يتوقع الخبراء أن يعود الذهب لمستوياته القديمة مع تسجيل استقرار دائم في أسعاره، ما يمكن أن يعيد نشاط السوق بشكل تدريجي.
تأملات الخبراء تشير إلى أن الانخفاض الحالي في أسعار الذهب يعكس تحولًا إيجابيًا في المناخ الجيوسياسي، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر استقرارًا، ويعد خطوة نحو تحقيق توازن مستدام في الأسواق العالمية.