«الطاقة الشمسية» و«الهيدروجين الأخضر» يتصدران مستقبل الطاقات المتجددة في جذب الاستثمارات

تلعب الطاقة المتجددة دورًا حاسمًا في تعزيز التنمية المستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية، حيث تتجه مصر نحو الاعتماد بشكل أكبر على مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية الوفيرة. ولتحقيق التحول الطاقي الشامل، تسعى الدولة إلى تهيئة المناخ الاستثماري وتطوير التشريعات المرتبطة بالطاقة المتجددة بما يدعم الاقتصاد الوطني ويجذب الاستثمارات الأجنبية.

فوائد الطاقة الشمسية والفرص الاستثمارية فيها

تعتبر الطاقة الشمسية واحدة من أفضل مصادر الطاقة المتجددة التي يمكن استغلالها في مصر، حيث تحتل مصر موقعًا جغرافيًا متميزًا يجعلها غنية بإشعاع شمسي عالي الكفاءة. ووفقًا لاستراتيجية الطاقة لعام 2040، من المتوقع أن تسهم الطاقة الشمسية بحوالي 16.2٪ من إجمالي إنتاج الكهرباء. قامت الدولة بتخصيص 1250 كيلومترًا مربعًا لتطوير مشاريع الطاقة الشمسية، مما يعزز فرص جذب الاستثمارات الأجنبية وتنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لتحقيق هذا الهدف. بالإضافة إلى ذلك، توفر مشاريع الخلايا الشمسية على أسطح المنازل مصادر مستدامة للطاقة تسهم في تقليل الضغط على الشبكة الوطنية.

الهيدروجين الأخضر كمصدر طاقة المستقبل

الهيدروجين الأخضر يُعد من أبرز تقنيات الطاقة المستقبلية، حيث أعلنت مصر عن استراتيجيات جديدة لتشجيع الاستثمار في هذا المجال الحيوي. يهدف المجلس الأعلى للطاقة إلى تخفيض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر لتصبح أكثر تنافسية مقارنة بالهيدروجين التقليدي بحلول عام 2030. كما أن الدولة تسعى لتطوير مشروعات كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة، مما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي لإنتاج وتصدير الطاقة النظيفة. هذه الجهود تعكس اهتمام الدولة بتوسيع نطاق الاستثمار الأجنبي في قطاع الطاقة، مما يوفر فرص عمل محلية ويسهم في تحقيق النمو الاقتصادي بشكل عام.

أهمية تنوع مصادر الطاقة المتجددة في مصر

تتبنى مصر استراتيجية طويلة الأمد لزيادة تنوع مصادر الطاقة، وتسعى إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري بشكل تدريجي. بجانب الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، هناك مشاريع كبيرة قيد التنفيذ للطاقة الكهرومائية والرياح. تمتلك مصر موارد هائلة في هذا المجال، حيث تم تخصيص أكثر من 42 ألف كيلومتر مربع لمزارع الرياح، والتي من المتوقع أن تسهم بنسبة 45.8٪ من إنتاج الكهرباء بحلول عام 2040. كما أن الطاقة الكهرومائية الناتجة عن السد العالي وخزان أسوان تظل مصدرًا رئيسيًا، حيث تمثل 7.1٪ من إجمالي الكهرباء المنتجة في عام 2023. تنوع هذه المصادر يمنح مصر استقلالية في توفير الطاقة ويدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ختامًا، يُظهر الدور الاستراتيجي لمصر في قطاع الطاقة المتجددة قدرتها على قيادة التحول الطاقي الإقليمي بفضل مواردها الطبيعية الهائلة، موقعها الاستراتيجي، والتزامها بتنفيذ استراتيجيات واضحة. مع تطوير التشريعات وتقديم ضمانات للمستثمرين، يمكن تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة التي تسهم في تحسين حياة المواطنين وضمان استقرار الطاقة للمنطقة بأكملها.