«العقل المدبر».. استشهاد محمد السنوار قائد حماس العسكري بغارة جوية على خان يونس

شهد قطاع غزة تطورات جديدة إثر استشهاد محمد السنوار، القائد البارز في كتائب عز الدين القسام، والذي أصبح اسمًا رمزيًا في المقاومة الفلسطينية، وقد وقعت الحادثة خلال غارة إسرائيلية استهدفت نفقًا في خان يونس، ما أحدث هزة كبرى داخل حركة حماس وفي المشهد الفلسطيني، إذ يشكل استشهاد محمد السنوار ضربة كبيرة لقدرات الحركة العسكرية.

من هو محمد السنوار؟

محمد إبراهيم حسن السنوار، الملقب بـ”أبو إبراهيم”، يُعد أحد أبرز القيادات العسكرية في حماس، وهو شقيق يحيى السنوار، القائد السابق لحركة حماس في غزة، ولد عام 1975 في مخيم خان يونس للاجئين، وكرّس حياته للنضال الوطني منذ انضمامه لحركة حماس في بداياتها، حيث شارك بقوة في الانتفاضات الفلسطينية وكان أحد القيادات الميدانية في كتائب القسام.
تدرج السنوار حتى أصبح العقل المدبر للعديد من العمليات العسكرية الكبرى، من بينها التخطيط لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، وأسّس وحدة الظل، التي عُرفت بعملياتها النوعية، وقد لعب دورًا رئيسيًا في تطوير استراتيجية العمل العسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك تنظيم عمليات التسلل والاستهداف الدقيق.

تفاصيل الغارة الإسرائيلية وتأثير استشهاد محمد السنوار

استهدفت الغارة الإسرائيلية نفقًا في خان يونس حيث كان يُعتقد بوجود السنوار وعدد من مساعديه، وأكدت المصادر المحلية أن الغارة أودت بحياة محمد السنوار وعشرة من مرافقيه، ورغم النفي الأولي للجانب الإسرائيلي بشأن نجاح العملية، إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي صرّح لاحقًا بأن المؤشرات تؤكد مقتله، مما يمثل انتصارًا استراتيجيًا للاحتلال ضمن سلسلة الاستهدافات المكثفة.
هذا الاستهداف أدى إلى خلخلة على المستوى العسكري والسياسي داخل الحركة، حيث يعد السنوار شخصية محورية كانت تدير العمليات الاستراتيجية لحماس، ويُتوقع أن يترك مقتله أثرًا كبيرًا على قيادة الحركة وقدرتها على تنظيم العمليات، إلا أن حماس تُظهر دومًا قدرتها على التكيف مع هذه الضربات عبر تجديد هيكلها القيادي.

ردود الفعل على استشهاد محمد السنوار

أثار استشهاد قائد بحجم محمد السنوار ردود فعل واسعة بين الفلسطينيين والمجتمع الدولي، حيث عبّر الشعب الفلسطيني عن غضبه واستنكاره نتيجة العمليات الإسرائيلية المستمرة ضد قيادات المقاومة، فيما وصف الاحتلال الإسرائيلي العملية بأنها إنجاز كبير يقلص من قدرات حماس العسكرية.
على المستوى السياسي، يُرجح أن يؤدي استهداف السنوار إلى تصعيد خطير في قطاع غزة والضفة الغربية، إذ قد تشهد الأيام القادمة مزيدًا من المواجهات والعمليات العسكرية بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ومن ناحية أخرى، فإن لهذه التطورات تبعات كارثية على الوضع الإنساني في غزة.
ختامًا، يعد استشهاد محمد السنوار حدثًا استثنائيًا في مسيرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيبقى تأثيره واضحًا على خارطة المقاومة والتطورات العسكرية في غزة خلال الفترة القادمة.