الفاتيكان يقطع الاتصالات والإنترنت غدًا تحضيرًا لاختيار البابا الجديد

يتجه الفاتيكان نحو تجهيزات خاصة مع اقتراب موعد انتخاب البابا الجديد، حيث يستمر العمل على تنظيم هذا الحدث المحوري في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وسط أجواء تسودها السرية والانضباط. وتشمل هذه الإجراءات تعليق خدمات الاتصالات كافة، بما في ذلك الإنترنت والهواتف المحمولة، كإحدى التدابير التي تم اتخاذها لتعزيز أمن هذا الحدث وضمان سلامة تفاصيله من أي تسريبات.

تعليق الاتصالات لضمان سرية انتخاب البابا الجديد

أكد الفاتيكان في بيان رسمي أن عملية اختيار البابا الجديد ستُجرى في إطار مجمع الكرادلة المغلق، وذلك وفق قواعد صارمة تحظر التواصل مع العالم الخارجي أثناء انعقاد الجلسات. تبدأ هذه المرحلة عند الساعة الثالثة مساءً وتستمر حتى الإعلان الرسمي عن النتائج. ولهذا الغرض، يتم تركيب أجهزة تشويش تغطي المناطق الخاصة بالمجمع لضمان تعطيل أي وسائل اتصال أو تسجيل خارجي. يعد هذا الإجراء مؤشرًا على أهمية تعزيز الأمان ومنع أي محاولات لتسريب مجريات الاجتماع، وهي سياسة ينتهجها الفاتيكان منذ أعوام لتحقيق مبدأ النزاهة في انتخاب البابا الذي سيقود الكنيسة عالميًا.

خطوات مشددة لتأمين الحدث التاريخي

اتخذ الفاتيكان حزمة إجراءات إضافية لتأمين أكبر قدر ممكن من السرية، حيث شملت هذه الإجراءات إلزام الموظفين والقائمين على الترتيبات بأداء قسم خاص يُجبرهم على الالتزام بالسرية طيلة فترة انعقاد المجمع. كما منع استخدام أي أجهزة إلكترونية داخل المجمع، سواء كانت مخصصة للتسجيل الصوتي أو التصوير. من جهة أخرى، يعمل طاقم طبي متأهب للتعامل مع أي حالات طارئة قد تحدث أثناء الجلسات، وسط ظروف أمنية صارمة وإشراف دقيق يرسخ تقاليد الكنيسة العريقة في الحفاظ على سلامة اختيار المرشحين دون أي تدخل خارجي.

اختيار بابا جديد: حدث مفصلي للكنيسة الكاثوليكية

تسعى الكنيسة الكاثوليكية من خلال هذا الحدث لتعيين شخصية جديدة بمواصفات قيادية تعكس التوجهات المستقبلية للكنيسة، خصوصًا في ظل تحديات معاصرة تتطلب الانفتاح على العالم واتخاذ مواقف متجددة حيال القضايا المعاصرة. يُعد المجمع المغلق، الذي يحضره الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا، فرصة جوهرية لاختيار بابا يسير على نهج البابا فرنسيس، مع تطوير رؤية الكنيسة وتقديم حلول مبتكرة للمواقف الحساسة التي تواجهها.

تختتم الكنيسة الكاثوليكية حدثها المنتظر بتحديد قائد يمثلها أمام العالم وفق القواعد المقدسة التي أرساها التقليد الكنسي، مع التطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا وتحقيق رؤية جديدة تتجاوب مع تطلعات الملايين من المؤمنين حول العالم.