الفصائل الانتخابات في تشرين.. صراع السيطرة على البرلمان والتحكم في الإرادة الشعبية

مع اقتراب موعد انتخابات تشرين الثاني 2025، تزداد حدة التغيرات في المشهد الانتخابي، حيث تتجه الأنظار نحو فعل سياسي غير تقليدي تتقدمه الفصائل المسلحة، التي تهدف إلى توسيع نفوذها من خلال صناديق الاقتراع، مما يثير تساؤلات حول تأثيرات هذا التوجه على العملية الانتخابية بشكل عام، وتحديداً على إرادة الناخبين. تعكس هذه الخطوة اتجاهاً جديداً في السياسة العراقية يتطلب التحليل والدراسة

النمو المتزايد لنفوذ الفصائل المسلحة في الانتخابات

تشير التقارير إلى أن الفصائل المسلحة بدأ لها دور بارز في المشهد الانتخابي، حيث تم تشكيل قوائم موحدة في عدة محافظات، ويظهر التنسيق بين القوى المختلفة في إطار الإطار التنسيقي. تم تعزيز المشاركة السياسية لهذه الفصائل بقرار دعم لترشيحات شخصيات محسوبة عليها في المناطق مثل ديالى ونينوى وصلاح الدين، ويبدو أن هذا التنسيق يسعى لضمان السيطرة الانتخابية وتعزيز مكانة هذه الفصائل في البرلمان. ومن المتوقع أن تعلن الفصائل عن مرشحين ممن لديهم روابط تنظيمية أو فكرية بها، مما يساهم في تحقيق أهدافها السياسية من خلال العملية الانتخابية

التحضيرات للاستحقاق الانتخابي

تتركز التحضيرات الجارية على رسم خارطة الترشيحات وتنظيم الدوائر الانتخابية، مما يعكس أهمية هذه الخطة لتحقيق أهداف الفصائل. وقد أشار المصدر إلى أن اجتماعات قادمة تهدف لتنسيق الجهود الانتخابية، تتضمن مناقشة توزيع المرشحين ووضع استراتيجيات دعائية وإعلامية ملائمة، مما يساعد على تقليل التوترات الداخلية بين الفصائل، ويعمل على تعزيز الموقف الانتخابي بشكل أكثر تماسكاً

شرعنة السلاح عبر الآليات الديمقراطية

تتسم هذه الانتخابات بطابع خاص، حيث تواصل الفصائل المسلحة السعي للشرعية عبر الأطر الديمقراطية، بعد أن كانت لهذه الفصائل أجنحة سياسية منذ سنوات، إلا أن المشاركة الحالية قد تأخذ طابعاً مختلفاً يتمثل في قوة التنسيق بين الجهات المعنية. في ظل انسداد سياسي وعجز الأحزاب التقليدية عن جذب الناخبين، تبرز الفصائل كقوة قادرة على استغلال اللحظة السياسية لبناء نفوذ أقوى في مؤسسات الدولة

المخاوف من عسكرة الانتخابات

على الرغم من الطابع السياسي لهذا النشاط الانتخابي، هناك قلق كبير بين المراقبين والمجتمع المدني بشأن تأثير القوة المسلحة على نتائج الانتخابات، حيث تتواجد مخاطر من استغلال الفصائل لمرونتها المالية والتنظيمية لتحقيق أهدافها. يتوقع بعض المراقبين أن يؤدي ذلك إلى اختلال مبدأ المنافسة العادلة، في ظل غياب الآليات الصارمة التي تضمن النزاهة وتحد من التأثير المباشر لهذه القوى على الناخبين

تحليل تأثير الفصائل المسلحة على العملية الانتخابية

يرتبط مستقبل الانتخابات بمدى قدرة الفصائل المسلحة على الانتقال من ساحة الميدان إلى البرلمان، إذ أن هذه المرحلة تتطلب استحقاقات معقدة تتجاوز النوايا السياسية. يجب أن يعتمد هذا الانتقال على نزاهة المؤسسات والاحترام الكامل للمعايير الديمقراطية، بينما يتوقع مراقبون أن تسهم التوجهات الجديدة على مستوى الفصائل في صناعة واقع جديد في السياسة العراقية

تبقى التحليلات مفتوحة حول ما إذا كانت هذه الانتخابات ستؤدي إلى فترة جديدة من الاستقرار السياسي أم أنها ستعزز من مشهد متقلب، يعتمد بقوة على توازنات القوى الداخلية ومدى تنامي الوعي السياسي لدى الناخبين في العراق