القبض على مقاول وأربعة آخرين بتهمة التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر

شهدت مدينة الأقصر إثارة كبيرة بعد كشف النقاب عن قضية تتعلق بأعمال التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بمنطقة أبو الجود، حيث أصدرت النيابة قرارًا بحبس مقاول وأربعة عمال متهمين لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وركزت التحقيقات، التي استمرت تسع ساعات متواصلة، على تحليل شهادات المتهمين وشهود العيان في هذا القضية، ما كشف عن تفاصيل مفاجئة أثارت الرأي العام.

حبس المتهمين وضبط المخالفات

بدأت النيابة الإدارية في الأقصر جهودًا مكثفة عقب ما تم رصده بشأن المخالفات في قصر ثقافة الطفل والأقصر، حيث انتقل فريق برفقة عدد من المختصين بالثقافة لإجراء المعاينات المطلوبة، وأسفرت هذه المعاينة عن العثور على حفرة عميقة تتجاوز أربعة أمتار تستخدم على ما يبدو لأغراض التنقيب عن الآثار، ما نتج عن ذلك هبوط أرضي وإحداث فتحة كبيرة في الشارع العام المجاور، كما رُصد تراكم مخلفات الحفر داخل المبنى، مما يشير إلى إهمال كبير في صيانة هذا المرفق الحيوي.

التنقيب عن الآثار: خطر على الثقافة والمجتمع

التنقيب غير المشروع عن الآثار لا يهدد فقط الممتلكات التاريخية، بل يمتد تأثيره السلبي ليشمل البنية التحتية وسلامة السكان في المناطق المحيطة، وأوضح فريق النيابة أهمية معالجة هذه القضايا بحزم ومحاسبة المتورطين في مثل هذه الممارسات لضمان استمرارية التراث الثقافي الوطني، وقد دفع هذا الحادث بالجهات الثقافية والمسؤولين إلى تعزيز الرقابة على المباني والمواقع الأثرية.

نتائج المعاينة لقصر ثقافة الأقصر

في نفس السياق، أكدت المعاينات التي أجراها فريق النيابة الإدارية وجود مخالفات جسيمة في قصر ثقافة الأقصر؛ حيث تراكمت كميات كبيرة من المياه الجوفية داخل الغرف المخصصة للكهرباء والمحولات، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا للمبنى وسلم الموظفين العاملين فيه، هذه المخالفات تتطلب تدخلات فورية لضمان سلامة البنية التحتية وتنفيذ أعمال الصيانة الضرورية لتجنب حدوث كوارث محتملة.

تشكيل لجنة لدراسة الوقائع

استجابةً لكل تلك التطورات، دعت النيابة الإدارية إلى تشكيل لجنة فنية مختصة تضم مسؤولين من محافظة الأقصر والمختصين بإقليم جنوب الصعيد الثقافي، وجاءت مهمة هذه اللجنة لدراسة الوقائع المتعلقة بالمخالفات وإعداد تقرير شامل يوضح تفاصيل الحفريات، وضع المباني، ومدى تأثير المياه الجوفية على سلامة المنشآت، كما ستكون هذه التقارير المرجعية أداة أساسية لتحديد التوصيات وتنفيذ الإصلاحات الضرورية.

مخاطر الإهمال الثقافي وأهمية الرقابة الصارمة

تكشف هذه الوقائع عن أهمية التشديد على الرقابة على جميع المنشآت الثقافية لمنع الإهمال أو الاستغلال غير المشروع، وتشير الحقائق إلى أن تراكم الإهمال في هذه المنشآت يؤدي إلى كوارث على المستويين الثقافي والمجتمعي، ويؤكد الحادث الحالي الحاجة الماسة إلى استراتيجية وطنية متكاملة تضمن تعزيز الحماية للمتلكات الثقافية ورفع الوعي حول خطورة التنقيب عن الآثار دون تراخيص شاملة.