الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى استشهاد القديسة فيلومينا غدًا الأحد 10 أغسطس 2025 – تعرف على القصة والتقاليد المرتبطة

استشهاد القديسة فيلومينا العجائبية يحظى بتقدير كبير في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ تُحيى ذكراها في 10 أغسطس 2025 الموافق 4 مسرى بالتقويم القبطي، وذلك إحياءً لإيمانها الراسخ وصمودها في عهد الإمبراطور دقلديانوس، مما جعلها رمزًا للثبات على العقيدة والبتولية حتى آخر لحظة في حياتها.

سيرة القديسة فيلومينا العجائبية المثبتة في الكنيسة القبطية

وُلدت القديسة فيلومينا في مدينة يونانية ضمن أسرة نبيلة كانت تعاني من عقم طال أمده؛ حتى بشرهما خادم مسيحي بالإيمان المسيحي، فآمنا واعتمدتا، فأكرمهما الله بنعمة إنجابها. تربت فيلومينا وسط رعاية وحب خاصين بداخل القصر، وبقيت مع والديها قبل أن يسافرا إلى روما حيث استمرت حياتها في ظل جغرافيا جديدة، غير أن ثباتها على إيمانها ظل واضحًا في جميع المواقف.

مواجهة القديسة فيلومينا العجائبية مع الإمبراطور دقلديانوس

حينما وصل القديسة فيلومينا إلى روما، لاحظها الإمبراطور دقلديانوس وأراد الزواج منها، لكنها أكدت بحزم رفضها له مؤكدة على نذرها بالبتولية للمسيح، مما أثار غضبه القوي، فأمر بسجنها لمدة 37 يومًا. خلال هذا السجن ظهرت لها السيدة العذراء مريم، مبلّغة إياها أن أمامها ثلاثة أيام فقط قبل أن تبدأ محنتها، مع وعد بالمعونة السماوية في مواجهة العذابات القادمة.

عذابات استشهاد القديسة فيلومينا العجائبية وإرثها الروحي

خرجت فيلومينا من السجن لتواجه أنواعًا متقنة من التعذيب لكنها ازدادت إيمانًا وصلابةً بفضل تمسكها العميق بالمسيح، مما دفع الإمبراطور دقلديانوس إلى إصدار أمر بقتلها في أواخر القرن الثالث الميلادي، فاستلمت إكليل الاستشهاد في 4 مسرى. احتفظت الكنيسة بجسدها الطاهر بمهابة كبيرة، وظل رفاتها حجر زاوية للإيمان للمؤمنين.

اكتشاف رفات القديسة فيلومينا العجائبية وتأثير معجزاتها

بعد فترة من الاندثار النسبي لسيرتها، اكتُشف رفات القديسة في روما، حيث شهد المؤمنون العديد من المعجزات منها شفاء الأمراض والاستجابة للصلوات، فازدادت محبة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وجميع الكنائس الأرثوذكسية والعالمية لها، مما جعل من ذكراها مناسبة روحية عامة يتجدد فيها الإيمان.

طقوس الاحتفال بذكرى القديسة فيلومينا العجائبية في الكنيسة الأرثوذكسية

يتم إحياء ذكرى استشهاد القديسة فيلومينا العجائبية بإقامة القداسات الإلهية، وتلاوة السنكسار الذي يروي تفاصيل حياتها وشهادتها، فضلاً عن رفع الصلوات من أجل شفاعتها للمؤمنين والكنيسة. في بعض الكنائس التي تحوي أيقونات أو رفاة منها، ينظم زياح احتفالي مهيب يعلوه الترانيم والتراتيل، ما يعزز الروحانية ويجذب المحبين لإظهار احترامهم.

هكذا، يبقى استشهاد القديسة فيلومينا العجائبية شاهداً حيًا على الإيمان الثابت والتمسك القوي بالبتولية والعقيدة، وهو رمز تتغنى به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بين أتباعها، مذكّرةً الجميع أن الصمود بالإيمان قادر على تجاوز أصعب التحديات والعقبات مهما عظم قبحها.