المباحثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول الخميس 24/07/2025.. هل تحقق تقدماً استراتيجياً؟

جولة المباحثات في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا لا تشي بتقدم استراتيجي حقيقي في مسار تسوية النزاع، وسط استمرار تعنت الجانب الأوكراني المدعوم غربيًا، مما يجعل الحوار السياسي لا يزال على مقربة من المراوحة دون اختراق ملموس. هذا ما أكده الدكتور سمير أيوب، المحلل السياسي، مشددًا على أن الحديث عن نتائج فعلية للمفاوضات ما زال مبكرًا في ظل هذا الواقع.

رفض أوكراني ضمني لمذكرة المطالب الروسية يعكس تعقيدات جولة المباحثات بإسطنبول بين روسيا وأوكرانيا

أوضح الدكتور سمير أيوب، خلال مداخلته على فضائية “إكسترا نيوز”، أن الجانب الأوكراني لم يقدم أي ردود على مذكرة المطالب الروسية التي سلمتها موسكو، مما يدل على رفض ضمني أو تعطيل متعمد لمسار الحوار بين الطرفين؛ وهو ما يُلقي بظلاله على نتائج جولة المباحثات في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا، ويحدد اتجاهات مستقبلية يغلب عليها التصلب. ويعتقد أيوب أن العواصم الغربية الداعمة لأوكرانيا تلعب دورًا رئيسًا في إعاقة تقديم تنازلات أو الانخراط بجدية في حل النزاع، مما يطيل أمد الأزمة ويصعب الوصول إلى تسويات وسط هذا المناخ.

وفي هذا السياق، أبرز المحلل السياسي أن اتفاق تبادل الأسرى وتبادل الجثامين يعد خطوة إنسانية مهمة، لكنها تبقى جزئية ولا تُشكل نواة لبناء سياسي حقيقي، مع احتمال أن تكون نتيجة لوساطات خارجية أكثر من كونها ثمرة مباشرة لجولة المباحثات الأخيرة. ورغم ذلك، رأى أن استمرار عقد جولات جديدة من الحوار هو أمر مرحب به دائمًا، معتبرًا أن:

• وجود طاولة تفاوض حتى بدون تقدّم واضح أفضل من انعدامها
• استمرار الحوار يفتح بابًا لاحتمالات مفاجئة قد تغير المسار

غياب لقاء بوتين وزيلينسكي يؤكد استمرار الجمود في جولة المباحثات بإسطنبول بين روسيا وأوكرانيا

نفى الدكتور أيوب إمكانية انعقاد لقاء مباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المرحلة الراهنة، معتبراً أن موسكو لن تقبل بهذا اللقاء إلا بعد موافقة كييف على المطالب الروسية، وتحقيق تسوية شبه نهائية تُمهّد لتوقيع اتفاق رسمي شامل. وأضاف أن اجتماع الزعيمين سيكون بمثابة تتويج للاتفاق لا مرحلة تمهيد له، مما يعكس موقف روسيا المتشدد حيال تطورات جولة المباحثات في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا، خصوصًا مع غياب بوادر إيجابية من الجانب الأوكراني.

واستعرض أيوب تطورات داخلية مثيرة في أوكرانيا، تتعلق بموجة من المظاهرات الشعبية الاحتجاجية على فساد النظام، وهو الفساد المستشري في إدارة زيلينسكي الذي أصبح عامل ضغط داخلي يعقّد المشهد السياسي، وقد يستغلّه الجانب الروسي في ظل جولة المباحثات بإسطنبول بين روسيا وأوكرانيا من أجل تقوية مواقعه التفاوضية.

الأبعاد السياسية والإنسانية لجولة المباحثات بإسطنبول بين روسيا وأوكرانيا وتأثير الدعم الغربي

تبدو جولة المباحثات في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا مزيجًا بين الأبعاد السياسية والإنسانية، حيث تم تسجيل بعض الاتفاقات المتعلقة بتبادل الأسرى والجثامين، والتي جاءت بمثابة إجراء إنساني لا يتجاوز إطار تخفيف المعاناة الإنسانية دون الدخول في تفاصيل الحل السياسي. ويربط المحلل سمير أيوب هذه النتائج المحدودة بالدعم الغربي القوي المستمر لأوكرانيا الذي يغذي تعنتها، ما يمنع إحراز تقدم استراتيجي في جولة المباحثات بين روسيا وأوكرانيا.

يمكن تلخيص أهم معوقات ومسارات جولة المباحثات في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا في الجدول التالي:

وفي ضوء هذا المشهد، لا تزال جولة المباحثات في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا بعيدة عن أي اختراقات استراتيجية، غير أن استمرار الحوار وتبادل وجهات النظر يظل مهمًا من أجل الحفاظ على قناة اتصال قد تفتح أفقًا لاحقًا لتفاهمات أو حلول. مع الأخذ في الاعتبار أن سياق جولة المباحثات يتأثر بشدة بالعوامل الإقليمية والدولية، خصوصًا الدعم الغربي الذي يعزز موقف كييف ويرفض أي تنازلات.

بهذه المعطيات، تبقى جولة المباحثات في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا بمثابة محطة تأملية ضمن مسار تفاوضي متشابك، يراوح في مكانه وسط تعقيد مواقف الطرفين وتداخل الضغوط الداخلية والخارجية.