
تعيش لبنان غداً على وقع الانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان، بعد تأجيل دام ثلاث سنوات، لتفتح صناديق الاقتراع أبوابها مجددًا، وهي حدث يعتبره المواطنون عرسًا ديمقراطيًا وسياسيًا على مستوى محلي. الانتخابات البلدية تمثّل السلطة المباشرة الأهم للمواطنين، حيث يختارون من يدير شؤونهم المحلية ويواجه قضاياهم الإنمائية. يتسم هذا الحدث بأبعاده الديمقراطية والتنموية، حيث يجمع بين التقاليد المحلية وطموحات التطوير.
الانتخابات البلدية في جبل لبنان: بين الديمقراطية والتزكية
تشهد محافظة جبل لبنان عملية انتخابية واسعة تشمل الأقضية المختلفة: الشوف، عاليه، بعبدا، المتن، كسروان وصولاً إلى جبيل. في خضم هذه الانتخابات، برزت ظاهرة الفوز بالتزكية، حيث سجلت 64 بلدية فوزاً بالتزكية من أصل 333 بلدية مرشحة، وذلك لأسباب متعددة تشمل الرغبة في تجنب الانقسامات وتوفير المصاريف الانتخابية. بينما يرى البعض أن التزكية تُعطل مبدأ الانتخاب الديمقراطي، يعتبرها آخرون شكلاً من أشكال التعبير الديمقراطي التي تسهم في تسهيل العملية الانتخابية، خاصةً في ظل التشابكات العائلية والحزبية.
وفقًا للمادة 19 من قانون الانتخابات اللبنانية، فإن التزكية قانونية إذا تساوى عدد المرشحين مع المقاعد المطلوبة، وفي حال عدم اكتمال العدد، يُسمح بفتح باب الترشح مجددًا. وعلى الرغم من الجدل، يظل الهدف النهائي هو تحقيق الاستقرار المحلي والتنمية عبر المجالس البلدية المنتخبة أو المزكاة.
بلديات جديدة ومستقبل إدارة الحكم المحلي
شهدت انتخابات 2025 في جبل لبنان دخول 34 بلدية جديدة إلى الساحة الانتخابية، 7 منها في جبل لبنان، مما يشكل إضافة مهمة على صعيد تعزيز الإدارة المحلية. هذه البلديات المستحدثة تمثل جهات تحتاج لدعم كبير في التنظيم والإدارة خلال السنوات المقبلة. فيما يتعلق بمختلف البلديات المعنية، تواجه التحديات نفسها تقريباً، بدءًا من الخدمات الأساسية مثل الطرق والكهرباء، وصولاً إلى القضايا البيئية والتطوير الحضري، الأمر الذي يتطلب إدارات كفؤة وبرامج تنموية مستدامة.
من ناحية أخرى، فإن نجاح أي بلدية، سواء كانت منتخبة أو مزكاة، يعتمد بشكل كبير على قدرتها في مواجهة التحديات الميدانية وربط المواطنين بخدماتهم اليومية. إن قوة البلديات تكمن في عكسها لهوية المجتمعات المحلية التي تمثلها من خلال التوازن بين الشرعية الانتخابية والإنماء الفعّال.
التحديات السياسية والاجتماعية في جبل لبنان
مع صعود ظاهرة الانتخابات البلدية في لبنان، تتشابك العوامل السياسية والاجتماعية بشكل واضح، خصوصًا في المناطق التي تشهد منافسة شديدة. ففي بعض القرى، يتواجه الأحزاب مع قوى عائلية محلية ما يجعل المعارك الانتخابية محتدمة. في المقابل، تسود ظاهرة التزكية في المناطق التي تشهد انسجامًا اجتماعيًا أو تصل إلى توافقات سياسية تمنع التنافس على المستوى المحلي.
أما من ناحية التحديات، فإن الإنماء يبقى جوهر العمل البلدي، لا سيما في ظل الصعوبات الاقتصادية والوضع السياسي المعقد. بعض المناطق تتعدى همومها حدود القضايا التنموية لتشمل الطابع السياسي والطائفي، ما يجعل دور البلديات أكثر حساسية. مع ذلك، تسعى هذه المجالس إلى توفير بيئة مستقرة تسهم في تطوير البنية التحتية وخدمة المواطن بمعزل عن الخلافات السياسية.
العنوان | القيمة |
---|---|
عدد البلديات المزكّاة | 64 بلدية |
عدد البلديات المشاركة | 333 بلدية |
البلديات المستحدثة | 7 بلديات |
المناطق الرئيسية | الشوف، عاليه، بعبدا، المتن، كسروان، جبيل |
في الختام، الانتخابات البلدية تمثل فرصة حقيقية لتحقيق تطلعات المواطنين وتعزيز التنمية المحلية. سواء اختير المسؤولون عبر الاقتراع أو التزكية، تظل الغاية الأساسية هي تحسين جودة حياة السكان وتطوير المجتمعات المحلية بشكل مستدام. إن تسليط الضوء على التحديات والفرص يضع البلديات أمام مسؤولياتها لتقديم الأفضل لخدمة المواطنين.