النفط يرتفع مع التهدئة التجارية رغم ضغوط الإمدادات.. تعرف على تحركات الأسعار الآن

الارتفاع الطفيف في أسعار النفط اليوم يعكس استفادة السوق من التهدئة التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مع ترقب إمكانية تمديد تعليق الرسوم الجمركية مع الصين، مما خفف من المخاوف حيال تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع الطلب على الطاقة. التطورات الأخيرة عززت التفاؤل بآفاق النفط رغم بعض الضغوط الناتجة عن زيادة الإمدادات.

أسعار النفط اليوم واستفادة السوق من التهدئة التجارية

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات الاثنين، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.5% لتصل إلى 68.78 دولارًا للبرميل، فيما سجل خام غرب تكساس الوسيط صعودًا بنسبة 0.4% مسجلاً 65.43 دولارًا للبرميل، مما يعكس استفادة السوق من التهدئة التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب التفاؤل بإمكانية تمديد تعليق الرسوم الجمركية مع الصين.

أكد توني سيكامور، محلل الأسواق في “آي جي ماركتس” لوكالة رويترز، أن “الأسواق تلقت دعمًا نفسيًا قويًا من الاتفاق الأولي بين أمريكا وأوروبا، إضافة إلى احتمال استمرارية الهدنة التجارية مع الصين، وهو ما ساهم في إلاحساس بالتفاؤل في أسعار النفط والأسواق العالمية بشكل عام”، موضحًا أن هذه العوامل لعبت دورًا جوهريًا في تجاوز المخاوف المتعلقة بالطلب على الطاقة.

التهدئة التجارية وأثرها على مخاوف النفط في الأسواق العالمية

اتفاق الإطار التجاري المعلن مؤخرًا بين واشنطن وبروكسل، والذي تضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على غالبية السلع الأوروبية، أي نصف النسبة التي هددت بها أمريكا سابقًا، لعب دورًا في نزع فتيل التوتر التجاري بين أكبر قوتين تمثلان نحو ثلث التجارة العالمية؛ الأمر الذي خفف من الضغوط التي واجهها قطاع النفط نتيجة المخاوف الاقتصادية.

وفي سياق متصل، يترقب السوق اجتماعًا مرتقبًا اليوم في ستوكهولم بين كبار المفاوضين من الولايات المتحدة والصين، حيث يسعى الطرفان إلى تمديد الهدنة الجمركية القائمة قبل الموعد النهائي المحدد في 12 أغسطس، مما يعزز فرص استقرار أسعار النفط ويجنبها تقلبات حادة ناتجة عن النزاعات التجارية، وهو ما يشكل دعمًا إضافيًا لاستقرار سوق الطاقة العالمي.

زيادة إمدادات النفط وتحديات الحفاظ على استقرار الأسعار

رغم تحسن نتائج أسعار النفط، ما زالت المكاسب متواضعة بفعل المخاوف من ضخ المزيد من الإمدادات في السوق، خاصةً مع تحركات شركة النفط الوطنية في فنزويلا لاستئناف بعض المشاريع المشتركة، فضلًا عن إعادة تفعيل بعض التراخيص الأمريكية للتصدير، مما قد يؤدي إلى زيادة العرض في السوق خلال الفترة القادمة.

وفي وسط هذه التحديات، تركز الأنظار على اجتماع لجنة المراقبة الوزارية لتحالف “أوبك+” المرتقب اليوم، حيث يُنتظر أن تصدر مؤشرات هامة حول مستقبل قيود الإنتاج في ظل التقلبات المستمرة في الطلب والأسعار العالمية، فيما يلي جدول يوضح أسعار النفط لبعض العقود:

وللفهم الأفضل لتأثير التهدئة التجارية على أسعار النفط، يمكن التركيز على العناصر التالية:

• الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتخفيض الرسوم الجمركية
• اجتماعات التهدئة الجمركية بين الولايات المتحدة والصين
• زيادة الإمدادات من مصادر جديدة مثل فنزويلا وإعادة تفعيل التراخيص الأمريكية
• قرارات تحالف “أوبك+” المتعلقة بقيود الإنتاج ومستويات العرض

كل هذه العوامل مجتمعة توضح أن أسعار النفط استفادت بشكل ملحوظ من الهدوء المبدئي في النزاعات التجارية، غير أن التحديات المرتبطة بزيادة الإمدادات وآفاق الطلب العالمي تفرض حدودًا على الارتفاعات الكبيرة، مما يضع السوق في حالة من التوازن الهش ينتظر المؤشرات القادمة لتحديد اتجاه الأسعار بدقة.