اليوم.. ذكرى رحيل عملاق الطرب محمد عبد المطلب وأثر فنه الراهن في قلوب الجمهور

تحل ذكرى رحيل عملاق الطرب محمد عبد المطلب اليوم، ليسدل الستار على حياة ملؤها الفن والإبداع الذي ترك أثرًا خالدًا في ذاكرة المحبين، فقد تميز محمد عبد المطلب بأغانيه التي تجاوزت الألف لحن وكلمة، وواصلت أثرها في قلوب الناس حتى اليوم.

بداية المشوار الفني لمحمد عبد المطلب ومسيرته مع فرقته

وُلد محمد عبد المطلب عام 1910 في شبراخيت بمحافظة البحيرة، وكان الخامس بين إخوته الذين حرص والدهم على أن تبدأ أسماؤهم جميعًا باسم “محمد”، ليصبح من بينهم: محمد يوسف، محمد فوزي، محمد كمال، محمد عبد المطلب، نجيبة، محمد زكريا، وانتصار. انطلق عبد المطلب في مسيرته كمذهّب في كورال فرقة محمد عبد الوهاب، حيث ساهم في بعض تسجيلاته الأسطوانية، مثل “أحب أشوفك كل يوم” و”بلبل حيران”، مما مكّنه من إثبات موهبته في عالم الطرب الأصيل. كما عمل في صالات بديعة مصابني وكازينو الراقصة فتحية محمود في الإسكندرية، وحظي بشهرة واسعة من خلال موَويلاته الرائعة التي رسمت له مكانة مميزة في الساحة الفنية.

أشهر أغاني محمد عبد المطلب وأعماله الفنية المتنوعة

تميّز محمد عبد المطلب بمجموعة واسعة من الأغاني الخالدة التي انطلقت إلى قلوب الملايين، مثل “رمضان جانا”، “ساكن في حي السيدة”، “البحر زاد”، و”يا ليلة بيضا”، بالإضافة إلى “تسلم إيدين اللي اشترى”، و”حبيتك وبحبك”، وغيرها من المقطوعات التي تُعتبر علامة في تاريخ الطرب المصري. تعاون مع كبار الملحنين مثل فريد الأطرش، حيث غنى من ألحانه أغنية “ياليلة فرحنا طولي” التي أبدع فيها بصوته المميز. إضافة إلى نشاطه الفني كممثل، رشحه عبد الوهاب للتمثيل في فيلم “تاكسي حنطور” الذي غنى فيه أربع أغنيات، كما أسس مع زوجته نرجس شوقي شركة إنتاج أفلام أنتجت أعمالًا مهمة منها “الصيت ولا الغنى” و”خمسة من الحبايب”.

حياة محمد عبد المطلب الشخصية وتفاصيل زواجه وأسرته

دخل محمد عبد المطلب عام 1938 في أول علاقة زواج من شوشو عز الدين، أخت الفنانة ببا عز الدين، وأنجب منها توأمًا هما نور وبهاء عام 1940، لكنه انفصل عنها لاحقًا. تزوج بعد ذلك من الفنانة نرجس شوقي، وكانت هذه الزيجة قصيرة الأمد أيضًا، ليخوض بعد مرحلة توقّف عن الزواج لأكثر من تسع سنوات. ارتبط بعد ذلك بآخر زوجاته، السيدة كريمة عبد العزيز، شقيقة زوجة الملحن محمود الشريف، وأنجب منها ابنته انتصار عام 1955، وابنته سامية عام 1958. وكان وفاة ابنته انتصار في شبابها عام 1979، قبل أسبوع من زفافها، من الأحداث المؤلمة التي أثرت فيه بشدة وساهمت في تراجع حالته الصحية قبل وفاته.

قدّم محمد عبد المطلب للعالم إرثًا موسيقيًا وتراثيًا يستحق التقدير، حيث تمكن في رحلته الفنية من دمج عمق الكلمة وروعة اللحن بصوت بديع، ليحفر اسمه في تاريخ الطرب المصري والعربي. قد تكون حياته الشخصية قد شهدت تحديات كثيرة، لكن فنه كان دائمًا المرآة لأحاسيسه وأصدق تعبير عن وجدانه، مما جعله يبقى أيقونة لا تنسى في سماء الفن.