«انتصار غير مكتمل» لدونالد ترامب في اليمن يثير الجدل والتساؤلات

«انتصار غير مكتمل» لدونالد ترامب في اليمن يثير الجدل والتساؤلات
«انتصار غير مكتمل» لدونالد ترامب في اليمن يثير الجدل والتساؤلات

تمثل التطورات الأخيرة في اليمن انعطافة جديدة في سياسة الولايات المتحدة الإقليمية، حيث زعمت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تحقيق إنجاز دبلوماسي عبر وقف إطلاق النار مع الحوثيين، ومع إعلان ترامب عن اتفاق مبدئي لوقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتنازعة، يستمر التساؤل حول مدى واقعية هذه الادعاءات وما إذا كانت ستحدث فرقًا في الساحة اليمنية التي ما زالت تعاني من صراعات معقدة.

اتفاق ترامب مع الحوثيين وتأثيره على الصراع في اليمن

أعلنت إدارة دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار مع الحوثيين، زعمت أنها خطوة نحو تعزيز الأمن الإقليمي، إلا أن الحوثيين أكدوا أن الاتفاق لا يشمل إسرائيل، ما تسبب في استمرار الضربات ضد أهداف إسرائيلية في البحر الأحمر، ويرى العديد من المراقبين أن هذا التصريح يعكس استقلالية الحوثيين النسبي في اتخاذ قراراتهم بشأن عملياتهم العسكرية، ومع استمرار التوترات في غزة، يشير هذا الاتفاق إلى جهد أكبر من الإدارة الأمريكية للتأثير على ميزان القوى الإقليمي.

من جهة أخرى، اعتبر بعض المحللين أن هذا التطور ما هو إلا إشارة مباشرة لإيران، حيث تسعى الولايات المتحدة لتنسيق الأوضاع مع طهران بهدف دفعها نحو تسويات أوسع تشمل الملفات الإقليمية والنووية، ومع تأكيد إيران دعمها لجهود خفض التوتر، يُظهر المشهد تداخلًا معقدًا للنهج الدبلوماسي الأمريكي مع الفاعلين في الصراع اليمني وسياقاته الإقليمية.

البعد الإقليمي لوقف إطلاق النار في اليمن

جاءت هذه المستجدات بينما تستعد الولايات المتحدة لجولة محادثات إقليمية تشمل دول الخليج، مما يعزز من أهمية هذه الخطوة على الساحة السياسية، وقد أشار ترامب بشكل غامض إلى إعلان ضخم سيتزامن مع زيارته للمنطقة، ما يُثير التساؤلات حول ماهية هذه الخطوات القادمة، ويعتزم الرئيس الأمريكي السابق زيارة السعودية والإمارات وقطر لتنسيق الأوضاع الإقليمية في سياق التطورات الجديدة.

التأثير الإقليمي لإعلان وقف إطلاق النار قد يمتد إلى مفاوضات إيران النووية، حيث تحتاج طهران إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، ويتوقع محللون أن تمارس الحكومة الإيرانية ضغوطًا على الحوثيين لتفعيل الالتزام الفعلي بالاتفاق المعلن، وبالرغم من الترحيب الظاهري من إيران، إلا أن نتائج الاتفاق تلقي بظلالها على مستقبل النفوذ الإيراني في اليمن والصراع مع إسرائيل.

ما بين الدبلوماسية والتشكيك بجدية التنفيذ

يتساءل المحللون عما إذا كان الاتفاق المزعوم قابلًا للتنفيذ على أرض الواقع، إذ لم تقدم الإدارة الأمريكية تفاصيل واضحة حول مضمون الاتفاق أو آليات تنفيذه، مما يدفع العديد للتشكيك في جدية التصريحات السياسية، كما أن استمرار التصعيد العسكري في بعض المناطق يظهر غياب الإجماع بين الأطراف المعنية، مما يزيد من تعقيد المعادلة الإقليمية.

ختامًا، يبدو أن إعلان وقف إطلاق النار ليس سوى مرحلة ضمن استراتيجية أوسع تعكس محاولات الولايات المتحدة لتحقيق مكتسبات سياسية في منطقة متوترة، غير أن نجاحها يتوقف على مدى التزام الأطراف المعنية وتفاعلها مع المتغيرات الإقليمية.