انتعاش الأسواق العالمية بفعل إعلان ترامب عن صفقة تجارية مع الصين

في ظل الأجواء الاقتصادية المتقلبة، شهدت الأسواق العالمية انتعاشًا كبيرًا إثر إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، ما أسفر عن ارتفاع ملحوظ في البورصات الأمريكية، خصوصًا وسط تفاؤل من المستثمرين بشأن تعزيز التعاملات التجارية الثنائية، حيث أدت هذه الأخبار الإيجابية إلى زيادة الثقة بالسوق وتحفيز الطلب على الأسهم، ما جعل الأسواق العالمية تشهد انتعاشًا غير مسبوق.

الانتعاش في البورصات الأمريكية

سجلت البورصات الأمريكية ارتفاعًا واضحًا بعد الاتفاق التجاري، فمؤشر ستاندرد آند بورز 500 شهد صعودًا بمقدار 10.6 نقطة، ليصل إلى 6049.38 نقطة، وهو ما يعكس زيادة بنسبة 0.18%، وقد ارتفع مؤشر ناسداك المجمع أيضًا بمقدار 64.4 نقطة، مما ساعده على الوصول إلى 19779.355 نقطة، في حين صعد مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 16 نقطة، مثبتًا نفسه عند 42882.86 نقطة، ومع ذلك، كانت التعاملات لا تزال حذرة في انتظار تفاصيل أوضح حول الاتفاق.

تفاؤل الأسواق الآسيوية بقيادة اليابان

في الأسواق الآسيوية، استمرت الأسهم اليابانية في الانتعاش للجلسة الرابعة على التوالي، إذ اختتم مؤشر نيكاي بزيادة قدرها 0.6%، في أطول فترة صعود لها خلال الشهر، كان هذا نموذجيًا بفضل الإيجابيات التي تعززت حول العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، كما ارتفع مؤشر توبكس الأوسع بنسبة 0.1%، مستفيدًا من تعزيز أسهم شركات التكنولوجيا، حيث قفز سهم سومكو بنسبة لافتة بلغت 11%، بينما ازداد سهم طوكيو إلكترون بنسبة 4.8%، مستفيدًا من الأمل في رفع القيود على صادرات الصين من المعادن الأرضية النادرة، ما يعد دفعة لصناعة الرقائق والإلكترونيات.

تأثير الرسوم الجمركية

من ناحية زيادة الرسوم الجمركية، أكد ترامب أن الصين اتفقت على توفير المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة بفضل الاتفاق التجاري الجديد، الذي يشمل فرض رسوم جمركية تصل إلى 55% على الولايات المتحدة مقابل 10% على الصين، وقد صرح بأن الاتفاق لا يزال بانتظار الموافقة النهائية بينه وبين الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث أعرب عن ثقته بنجاح الصفقة التي جاءت بعد محادثات مكثفة استمرت ليومين بلندن بين الوفود من البلدين، وأكد وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، أن الاتفاق جاء متسقًا مع المكالمة الهاتفية السابقة بين الرئيسين.

ويشكل الاتفاق التجاري الجديد نقطة محورية في العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أن المعادن الأرضية النادرة تعتبر أساسية في قطاع التكنولوجيا والدفاع، وبالتالي يمثل هذا الاتفاق تحولاً استراتيجيًا يصب في مصلحة كلا البلدين، ما يعزز بدوره من استقرار الأسواق العالمية.