عبرت فرنسا عن معارضتها الشديدة للعملية العسكرية التي أعلنت عنها إسرائيل بشأن قطاع غزة، ووصفتها بأنها انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني، وجاء هذا التصريح على لسان وزير الخارجية الفرنسي الذي أكد إدانة باريس للحملة العسكرية بشدة، مشيرًا إلى الموقف الحازم الذي تتبناه بلاده تجاه هذا التصعيد، وقد أعلنت فرنسا رفضها التام لهذه الخطط التي تتهدد حقوق الشعب الفلسطيني.
فرنسا تدين انتهاك القانون الدولي الإنساني في غزة
أوضح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عالمية أن الخطة الإسرائيلية للهجوم على غزة تمثل تصعيدًا غير مقبول، وشدد على أن ما أُعلِن عنه في مجلس الوزراء الإسرائيلي بشأن اجتياح قطاع غزة والسيطرة على بعض الأراضي الفلسطينية يتنافى بشكل صارخ مع القوانين الدولية التي تحظر الاحتلال أو انتهاك حقوق الشعوب، وأكد لودريان أن بلاده لن تدخر جهدًا في معارضة هذه الخطط سياسيًا ودبلوماسيًا.
من جهة أخرى، دعا الوزير جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني الذي يهدف إلى حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، وأشار إلى أن أي خطوات تستهدف احتلال أراض جديدة ستكون لها عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي والدولي، كما شدد على أهمية استئناف مفاوضات السلام بالطرق الدبلوماسية للحفاظ على الحلول السلمية للقضية الفلسطينية.
التداعيات الإقليمية لخطة إسرائيل في غزة
ترى فرنسا أن أي تصعيد عسكري في قطاع غزة لن يكون له تأثير داخلي فقط، بل سيؤدي أيضًا إلى تداعيات واسعة النطاق في المنطقة بأسرها، إذ يعد هذا التصعيد مهددًا للاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط، وتعتبر فرنسا أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية قد تتسبب بتزايد التوترات بين الدول المجاورة مثل مصر والأردن ولبنان، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وارتفاع أعداد اللاجئين والمشردين، وأبدى المسؤول الفرنسي قلقه حيال مصير المدنيين العالقين في القطاع الذين يعانون من الحصار المستمر وآثار الحروب السابقة.
وأشارت فرنسا إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يتدخل بشكل فوري لوقف التوتر ومنع أي مزيد من التصعيد، حيث شددت على الأهمية الملحة لتشكيل جبهة دبلوماسية موحدة للتعامل مع هذا الوضع المستجد الذي يمكن أن يهدد السلم والأمن الدوليين.
فرنسا تؤكد ضرورة دعم حقوق الشعب الفلسطيني
وفي سياق متصل، أكد الوزير الفرنسي أن بلاده تواصل دعم حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة التي تكون عاصمتها القدس الشرقية، معتبراً أن الإجراءات الأحادية من قبل إسرائيل، بما في ذلك خطة احتلال غزة، تشكل عائقًا أمام تحقيق الهدف الأكبر وهو حل الدولتين، ورأت فرنسا أن التحركات الدولية يجب أن تركز على تعزيز الجهود الدبلوماسية التي تقوم على مبادئ العدالة والشرعية الدولية.
وشدد لودريان على أن المجتمع الدولي يجب أن يؤدي دورًا فعالاً في إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وتعزيز احترام القانون الدولي الإنساني الذي يعد أساسًا لحل مستدام وعادل، ودعت باريس جميع الأطراف إلى الابتعاد عن الأعمال العدائية والتركيز على الحوار السلمي باعتباره الحل الأنجح للحفاظ على الحقوق والمصالح المشتركة بين الشعوب في المنطقة.
