«انخفاض جديد» في أسعار الذهب عالمياً بعد محادثات الصين وأمريكا

«انخفاض جديد» في أسعار الذهب عالمياً بعد محادثات الصين وأمريكا
«انخفاض جديد» في أسعار الذهب عالمياً بعد محادثات الصين وأمريكا

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا بعد مؤشرات إيجابية بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما ساهم في تقليل مخاوف المستثمرين في الأسواق العالمية. هذه المحادثات، التي كانت محفوفة بالمخاطر، قدمت بعض النتائج الإيجابية التي أعطت إشارات واضحة بتخفيف التوتر مما ترك أثرًا واضحًا على الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.

تراجع أسعار الذهب بعد محادثات تجارية إيجابية

انعكس التفاؤل في السوق بعد محادثات ناجحة بين الصين وأمريكا، حيث أكد الطرفان على اتفاقية تهدف إلى خفض التوترات الاقتصادية بينهما. وصرح الجانب الصيني بأن المنتدى الاقتصادي الجديد من شأنه تقليل الصراعات التجارية، بينما أكدت الولايات المتحدة أنها حققت “صفقة”، مما أعطى دفعًا إيجابيًا للأسواق المالية. هذا التقدم في العلاقات بين القوتين الاقتصاديتين أدى إلى تقليص الطلب على الذهب الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا، حيث يميل المستثمرون إلى شراء الذهب في أوقات الأزمات والتقلبات الاقتصادية.

على الرغم من هذه الإيجابية، تبقى المخاوف قائمة من توقعات الركود الاقتصادي، خاصةً بعد استمرار فرض الرسوم الجمركية بين البلدين الشهر الماضي. هذا الإجراء أثَّر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي ودفع العديد من المستثمرين إلى تعديل استراتيجياتهم الاستثمارية.

العلاقة بين الذهب وأسعار الفائدة

لعبت أسعار الفائدة أيضًا دورًا هامًا في تراجع أسعار الذهب، حيث أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير ولكنه حذر من ارتفاع مخاطرهما على التضخم والبطالة، مما يعني أن القرارات المالية قد تواجه مزيدًا من الضغوط. يعتبر الذهب من أكثر الأصول جاذبية في بيئات الانخفاض المستمر لأسعار الفائدة، وذلك بسبب غياب العوائد عليه، لكن في ظل تحسن الوضع الاقتصادي قد ينخفض الطلب عليه لصالح الاستثمارات العالية العائد مثل الأسهم.

وعلى الرغم من ذلك، يبقى الذهب خيارًا أساسيًا للتحوط ضد الأزمات العالمية والأحداث السياسية غير المستقرة، خاصةً أن العالم يعاني من نزاعات متكررة مثل تلك التي تحدث بين الهند وباكستان، والتي تزيد المخاطر الجيوسياسية على المستوى العالمي.

تراجع أسعار المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر التراجع على الذهب فقط، حيث انخفضت أسعار المعادن النفيسة الأخرى بنسب متباينة. على سبيل المثال، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتصل إلى 32.65 دولار للأوقية، فيما شهد البلاتين زيادة طفيفة بنسبة 0.4% ليصل إلى 998.65 دولار للأوقية، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% مسجلاً 980.41 دولار للأوقية. هذا التنوع في أداء المعادن يعكس توجهات مختلطة في الأسواق العالمية، حيث يفضل المستثمرون طرقًا مختلفة للحفاظ على أموالهم وتحقيق الأرباح وسط تقلبات السوق.

إن فهم توجهات السوق والعوامل المؤثرة فيهما يعد أمرًا ضروريًا للمستثمرين، من أجل اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة، مع ضرورة متابعة المستجدات الاقتصادية والسياسية لتحليل تأثيرها على الاستثمار، خاصةً في سوق المعادن الثمينة.