
شهد سوق الإيجارات السكنية في مصر تغيرات كبيرة خلال الفترة الممتدة بين يناير 2024 وأبريل 2025، حيث انخفضت أسعار الإيجار بشكل ملحوظ في المدن الرئيسية مثل القاهرة والإسكندرية بعد فترات طويلة من الارتفاع المستمر، ويرجع هذا التغيير إلى عودة عدد كبير من اللاجئين السودانيين والسوريين إلى بلادهم، مما خلق حالة من وفرة المعروض العقاري وتراجع الطلب بشكل ملحوظ.
تراجع أسعار الإيجارات في مصر: الأسباب والتحولات
في عام 2023، ارتفعت الإيجارات لمستويات غير مسبوقة نتيجة التدفق الكبير للاجئين السودانيين الفارين من الحرب في بلادهم، حيث زاد الطلب بشكل مفاجئ، وخاصة في المناطق الشعبية مثل فيصل والهرم والجيزة، ورافق ذلك ارتفاعات تجاوزت 300% بأسعار الإيجار في بعض الأحيان، ولكن مع تحسن الأوضاع الأمنية في السودان أواخر 2024 وعودة عشرات الآلاف من اللاجئين إلى بلادهم، بدأت الأمور تختلف تمامًا، وبحسب تقارير دولية عاد نحو 156 ألف سوداني إلى وطنهم مما خفف الضغط على سوق الإيجارات.
بالإضافة للسودانيين، شهدت مصر أيضًا عودة تدريجية للاجئين السوريين إلى بلادهم بعد تحسن الأوضاع السياسية هناك، مما أسهم في زيادة العرض وانخفاض أسعار الشقق السكنية في مختلف المناطق، وخاصة تلك المخصصة للإيجارات المفروشة.
القاهرة والإسكندرية: مناطق مختلفة وتأثيرات متشابهة
رغم أن التأثير العام تركز أكثر في القاهرة، إلا أن الإسكندرية شهدت انخفاضًا في أسعار الإيجارات بنسبة أقل، ففي أحياء مثل الدقي والمهندسين ومدينة نصر في القاهرة، انخفضت أسعار الإيجارات بشكل حاد من 70,000 جنيه للشقق المفروشة إلى أقل من 40,000 جنيه، أما في الإسكندرية، ورغم أن الانخفاض كان أبطأ، إلا أن التأثير الواضح في تراجع الطلب مما أدى إلى استقرار الأسعار في حدود معقولة.
في مناطق مثل القاهرة الجديدة وأكتوبر، التي كانت في الأصل معروفة بكثافتها السكانية من الجاليات السورية، تسبب رحيل نسبة من السوريين في وفرة المعروض وانخفاض الأسعار بنسبة 30% في بعض الأحيان، مما غير ديناميكيات السوق بالكامل.
مستقبل سوق الإيجارات في مصر
وفقًا للخبراء، فإن التراجع الحالي في أسعار الإيجارات يمثل عملية تصحيح وليس حالة انهيار مستمرة، حيث يعتبر رئيس غرفة التطوير العقاري أن هذا الاتجاه مرتبط بعوامل طارئة مثل عودة اللاجئين، مؤكدًا أن استمرار هذه الحالة يعتمد على عوامل أخرى مثل الضغوط التضخمية المحلية والتحولات الديموغرافية المستقبلية.
من ناحية أخرى، يعتقد بعض المحللين أن التأثير السلبي قد يكون مؤقتًا، حيث أن المستقبل يتوقف على استقرار الأوضاع في دول اللاجئين، وقد يؤدي أي موجة نزوح جديدة إلى تغيرات غير متوقعة في السوق، سواء عبر زيادة الطلب أو عودة ارتفاع الأسعار، وبالتالي لا تزال التوقعات غير مؤكدة.
المدينة | معدل الانخفاض في الإيجارات |
---|---|
القاهرة | من 70,000 جنيه إلى 40,000 جنيه |
الإسكندرية | انخفاض تدريجي |
القاهرة الجديدة وأكتوبر | 30% انخفاض تقريبًا |
بالنظر إلى الوضع الحالي، يبدو أن السوق العقاري في مصر يسير نحو مرحلة أكثر استقرارًا مؤقتًا، مما قد يمنح المستأجرين المصريين مساحة أكبر لاختيار السكن بأسعار مناسبة، في حين تحتاج السوق ككل إلى تقييم مستمر للتعامل مع أي تغيرات مفاجئة في الطلب والمعروض.