«انخفاض مستمر» الذهب في مصر هل هو فرصة استثمار أم بداية انهيار

تراجع أسعار الذهب يعتبر من الظواهر الشائعة في الأسواق ويثير الكثير من التساؤلات حول الأسباب وراء ذلك، خاصة في ظل تقلبات الدولار الذي يؤثر بشكل مباشر على أسعار المعدن الأصفر، حيث يتساءل الكثير من المستثمرين عن فرص الاستثمار المتاحة في ظل انخفاض الأسعار الحالي وما إذا كانت هذه الحركة مؤقتة أو تعكس توجهات جديدة للسوق.شهدت الأسواق المصرية في الفترة الأخيرة تراجعًا كبيرًا في أسعار الذهب، حيث انخفض سعر الجرام الواحد لعيار 21 بمعدل ملحوظ بلغ حوالي 70 جنيه ليصل إلى 4610 جنيه بعد أن كان 4710؛ ويعزى هذا التغيير إلى انخفاض سعر الأوقية عالميًا من 3358 دولار إلى 3291 دولار، مما ترك أثرًا واضحًا على أسعار الذهب في السوق المصرية.يمكننا فهم أسباب تراجع أسعار الذهب من خلال عدة عوامل رئيسية، بما في ذلك ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي والذي يميل إلى تقليل الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب، بالإضافة إلى النظرة المتفائلة حيال تحسن مؤشرات الاقتصاد الأمريكي، مما دفع العديد من المستثمرين إلى جعل استثماراتهم تتجه نحو الأسهم بدلاً من الذهب، مما ساهم في زيادة ضغوط البيع على المعدن الأصفر.وفقًا للمدير التنفيذي لمنصة تداول الذهب “جولدن بيليون”، هناك علاقة عكسية بين الدولار والذهب؛ فهذا يعني أنه عندما يرتفع الدولار، تنخفض أسعار الذهب، وبما أن المعدن الأصفر يتم تسعيره بالدولار، فإن ارتفاع الدولار يجعل الذهب أغلى بالنسبة للمستثمرين الأجانب، مما يقلل من الطلب العام عليه.يتساءل الكثيرون عما إذا كان هذا هو الوقت المناسب لشراء الذهب، والجواب يختلف حسب وضع كل مستثمر، فلو كنت مستثمرًا طويل الأجل وتبحث عن تحوط ضد التضخم أو عدم الاستقرار الاقتصادي، فإن الأسعار الحالية قد تبدو جذابة بالنسبة لك، بينما إذا كنت مضاربًا على المدى القصير، فمن الأفضل لك الانتظار حتى صدور بيانات الفيدرالي الأمريكي ومؤشرات التضخم لنهاية الأسبوع.في خضم كل هذه التغيرات، يجب على المستثمرين أن يواصلوا متابعة أسعار الذهب بعناية؛ إذ إن الذهب لا يفقد قيمته كاستثمار آمن، ويجب أن يتحلى المستثمر بالذكاء في اختيار الوقت المناسب للدخول أو الخروج من السوق. فقرارات الشراء يجب أن تكون مدروسة بناءً على الأهداف الاستثمارية، فهل تنوي الاستثمار على المدى الطويل أم أنك تبحث عن أرباح سريعة؟إذا كان هدفك هو الاستثمار، يُفضل شراء سبائك الذهب أو العملات الذهبية القديمة مثل جنيه الملك فؤاد أو عبد الناصر، حيث تكون المصنعية فيها أقل بكثير مقارنة بالمشغولات الذهبية؛ لذا من المهم أن تأخذ بعين الاعتبار المصنعية وتقليلها قدر الإمكان عند الشراء. كما يُنصح باختيار أماكن موثوقة للشراء، وأن تحصل على فاتورة توضح الوزن والسعر والعيار، حتى تكون محميًا في المستقبل.من الضروري أيضًا متابعة أسعار الذهب بشكل مستمر، حيث أن هذه المعلومات ستساعدك في اتخاذ القرار المناسب عند الرغبة في الشراء أو البيع، ولا تنسى أهمية الاحتفاظ بالفاتورة وعلبة المجوهرات عند شراء أي قطع مزينة، لضمان سهولة البيع في المستقبل؛ حاول ألا تشتري عندما تكون الأسعار مرتفعة بشكل مبالغ فيه.