«انخفاض مفاجئ» الدولار يسجل أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوعين اليوم

تراجع مؤشر الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم بشكل ملحوظ، مسجلاً أدنى مستوى له منذ أكثر من أسبوعين بفعل توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقرر سبتمبر المقبل، ما أثر بشكل مباشر على ضعف الطلب على العملة الأمريكية.

تأثير توقعات خفض الفائدة على أداء مؤشر الدولار الأمريكي

زاد ترقب الأسواق بشأن احتمالية خفض الفائدة الأمريكية بعد صدور بيانات التضخم لشهر يوليو التي أظهرت استمرار معدل التضخم السنوي عند 2.7%، محققًا ثباتًا مقارنة بشهر يونيو وأدنى قليلاً من توقعات المحللين التي كانت عند 2.8%، ما عزز من احتمالات تيسير السياسة النقدية. ورغم ارتفاع التضخم الأساسي إلى 3.1% على أساس سنوي، تركز المستثمرون أكثر على تباطؤ وتيرة التضخم وأداء سوق العمل، مما دعم اتجاه خفض أسعار الفائدة. وارتفعت احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر إلى 96.2%، مقارنة بنحو 3.8% فقط لاحتمال الإبقاء على المعدلات دون تغيير. كما توقع بنك UBS بدء دورة تخفيضات بمقدار 100 نقطة أساس اعتبارًا من سبتمبر، فيما رجح بنك نومورا تنفيذ ثلاث خفضات متتالية في سبتمبر وديسمبر ومارس المقبلين. وشهد الدولار مزيدًا من الضغوط مع تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت التي صنف فيها خفض الفائدة بمقدار 0.5% في سبتمبر خطوة ضرورية لدعم النشاط الاقتصادي في ظل الظروف الراهنة.

انخفاض عوائد السندات الأمريكية وتداعياتها على مؤشر الدولار الأمريكي

شهدت عوائد السندات الأمريكية تراجعًا واضحًا خلال جلسة اليوم، مما ساهم في زيادة الضغوط على مؤشر الدولار الأمريكي، حيث انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.253% بمعدل هبوط قدره 1.28%، بينما سجل العائد على سندات 20 عامًا 4.813% منخفضًا بنسبة 0.95%، كما تراجع عائد سندات 30 عامًا إلى 4.840% بانخفاض 0.92%، ما يعكس ضعف جاذبية الدولار ورسملة السوق. وفي ظل هذه التطورات، تترقب الأسواق بشدة صدور بيانات إعانات البطالة، ومؤشر أسعار المنتجين، ومبيعات التجزئة الأمريكية خلال الأيام القادمة، التي تعتبر محورية في تحديد اتجاهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

دور تصريحات الخبراء وتوقعات خفض الفائدة في تحركات مؤشر الدولار الأمريكي

تلعب التصريحات الرسمية من مسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي وخبراء الاقتصاد دورًا محوريًا في تحركات مؤشر الدولار الأمريكي، حيث تسهم التلميحات حول خفض أسعار الفائدة في زيادة التذبذبات. وعلى سبيل المثال، أشارت بعض المسؤولات بالفيدرالي إلى احتمال خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر القادمة، في ظل تباطؤ التضخم واستقرار سوق العمل. كما اعتبر المحللون أن هذه التوقعات تعزز من ضعف الدولار، خاصة مع وجود تصريحات من قبل وزير الخزانة الأمريكي تؤكد أهمية خفض الفائدة لدعم النمو الاقتصادي. تأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه دور أعضاء سابقين بالحكومة مثل ستيفن ميران، الذي تم تعيينه من قبل الرئيس الأمريكي السابق ترامب كرئيس ظل داخل الفيدرالي، مما يضيف أبعادًا سياسية على التوقعات الاقتصادية وتأثيرها على مؤشر الدولار الأمريكي.