انخفاض مفاجئ في الدولار الأمريكي عند الافتتاح السبت 2-8-2025.. كيف تأثرت العملات العالمية؟

انخفض الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ خلال تعاملات اليوم السبت 2-8-2025 عالميًا، وسط تقلبات واسعة في سوق العملات الأجنبية على خلفية بيانات التوظيف الضعيفة في الولايات المتحدة، مما زاد من توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

أثر بيانات التوظيف الأمريكية على هبوط الدولار اليوم وتأرجح العملات الأجنبية

أظهرت التقارير الاقتصادية أن أصحاب العمل في الولايات المتحدة أضافوا 73000 وظيفة فقط في يوليو، وهو رقم أقل بكثير من التوقعات التي كانت تشير إلى إضافة 110000 وظيفة، كما تم تعديل بيانات شهر يونيو بشكل كبير من 147000 إلى 14000 وظيفة؛ مما أدى إلى رفع معدل البطالة إلى 4.2٪ بعد أن كان 4.1٪ في يونيو. هذا الأداء الضعيف عزز توقعات المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة أكثر من المتوقع، الأمر الذي كان له تأثير مباشر على هبوط الدولار اليوم في الأسواق العالمية، حيث وصفته هيلين جيفين، مديرة التجارة في “موني يو إس إيه”، بأنه «أسوأ مما توقعه أي شخص» خاصة مع مراجعة الأرقام الشهرية السابقة لهبوط حاد.

مؤشر الدولار والعملات الأجنبية الأخرى مع تقلبات ملحوظة يوم 2-8-2025

انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات الرئيسية مثل الين واليورو، بنسبة 1.23٪ ليصل إلى مستوى 98.80، وبهذا التأرجح يتجه الدولار لتسجيل أكبر خسارة يومية مقابل الين منذ يناير 2023، إذ تراجع الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 2.23٪ إلى 147.37 بعد أن كان قد وصل سابقًا إلى 150.91، الأعلى منذ 28 مارس. في المقابل، ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 1.37٪ ليبلغ 1.1571 دولار، مع اتجاه لتحقيق أكبر مكاسب يومية منذ أبريل الأخير، بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ 10 يونيو عند 1.1389 دولار. كما انخفض الدولار بنسبة 0.9٪ مقابل الفرنك السويسري إلى 0.805، بينما صعد الدولار الكندي مقابل الأمريكي بنسبة 0.43٪ مسجلاً 1.38 دولار كندي.

توقعات الاحتياطي الفيدرالي وتأثير التعريفات الجمركية على تحركات الدولار والعملات الأجنبية

على الرغم من هبوط الدولار اليوم، يشير بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى عدم التسرع في خفض أسعار الفائدة، حيث تظل المخاوف قائمة بشأن تأثير سياسات التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ إذ قد تؤدي إلى إعادة إشعال موجة التضخم خلال الأشهر المقبلة. في الوقت نفسه، تعرّض الدولار الكندي لتخفيف نسب التعريفات الجمركية من 35٪ إلى 25٪، مما أثر بشكل ملحوظ على تحركات العملة. أما بنك اليابان فقد أشار إلى أنه غير مستعجل في رفع أسعار الفائدة، مما دفع الين إلى هبوط حاد وسط قلق الجهات الرسمية اليابانية المعنية بتحركات العملة، على خلفية التصريحات التي أدلى بها وزير المالية كاتسونوبو كاتو.

هناك عوامل متعددة أدت إلى ارتفاع الدولار مقابل بعض العملات رغم هبوطه مقابل أخرى؛ منها تأثيرات خارج نطاق التعريفات الجمركية، حيث تلعب توقعات الأسواق بشأن السياسة النقدية دورًا مهمًا، إلى جانب المؤشرات الاقتصادية المتفاوتة وتدخلات البنوك المركزية. هذه الظروف ساهمت في تقلبات حادة بأسواق العملات الأجنبية، مع استمرار الانخفاض المستمر في الدولار الأمريكي خلال جلسة تداول اليوم.