انطلاق ملتقى الأزهر وعلماء الفلك لمواجهة التحديات الفقهية في علوم الفضاء الجديدة

استضافت وكالة الفضاء المصرية ملتقى علميًا هامًا لمناقشة النوازل الفقهية المستجدة لأحكام الفضاء، بحضور نخبة من العلماء والدعاة، وسط تعاون بارز مع مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وأكاديمية الفضاء الدولية، لتسليط الضوء على التداخل بين العلوم الشرعية والعلوم الفضائية وكيفية التعامل مع مستجدات الفقه في الفضاء الخارجي.

الملتقى العلمي للنوازل الفقهية المستجدة لأحكام الفضاء ودوره في إثراء المعرفة

بدأت فعاليات الملتقى بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم وعزف النشيد الوطني، تلاهما عرض فيلم وثائقي تناول الحياة في الفضاء ورؤية وكالة الفضاء المصرية في تطوير هذا المجال العلمي؛ قدمه الدكتور أحمد عبد البر، مدير مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي، حيث استعرض رؤية المركز الفقهية والفلكية المتعلقة بأحكام الفضاء. ثم قدم الدكتور أيمن حمده، مدير إدارة تصميم وتحليل المدار، عرضًا عن مشروع النوازل الفقهية المستجدة لأحكام الفضاء، موضحًا أهمية بناء قاعدة معرفية تدمج العلوم العلمية الفلكية والبيئية والطبية لفهم الحياة في الفضاء بشكل متكامل. وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، ضرورة التكامل بين الشريعة والعلوم الفضائية لتطوير حلول فقهية مبتكرة تواكب التطورات الفضائية الحديثة، معبّرًا عن دعم الوكالة للجهود المشتركة بين المؤسسات الوطنية والدينية. كما تحدث الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ونائب رئيس مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي، عن أهمية التعاطي مع الواقع الفضائي المستجد من منظور شرعي دقيق، في ظل التحديات والنوازل الجديدة التي يفرضها العصر الحديث. ومن جانبه، أكد الدكتور طه توفيق رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، على التعاون الفعّال بين المؤسسات العلمية والهيئات الدينية لتطوير فهم واضح للظواهر الفضائية وآثارها الفقهية. وألقى الدكتور سلامة جمعة داوود، رئيس جامعة الأزهر، كلمة أشاد فيها بجهود الجامعة في دعم قضايا الفقه المعاصر وتأسيس قسم متخصص في علوم الفلك، مستذكرًا التراث العربي والإسلامي الغني في هذه العلوم من خلال مؤلفات ومخطوطات علماء الهيئة القدامى.

دور علم الفلك في تحديد مواقيت الصلاة وأحكام القبلة في الفضاء

أوضح الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، العلاقة الوطيدة بين الأحكام الشرعية وعلم الفلك، مشددًا على أهمية هذا العلم في ضبط مواقيت الصلاة وتحديد اتجاه القبلة بدقة، خاصة مع تعقيدات البيئة الفضائية. واستعرض إسهامات الفلكيين المسلمين في تطوير الجغرافيا الحسابية التي توضح كيفية حساب أوقات العبادة بدقة، مؤكدًا أن استمرار هذا العمل العلمي الشرعي يعد ضرورة لمواكبة التطورات التكنولوجية في الفضاء.

تكامل العلوم الشرعية والفلكية في مواجهة تحديات النوازل الفقهية المستجدة في الفضاء

شهد ختام الملتقى تكريم وكالة الفضاء المصرية للضيوف بدرع تقديري، تعبيرًا عن الامتنان للدور الفعال في دعم التعاون بين العلم والدين لمواجهة النوازل الفقهية المستجدة في الفضاء؛ مما يعكس روح الشراكة والتكامل بين المؤسسات الوطنية. جرى توثيق الحدث بصور تذكارية تثبت التعاون البنّاء الذي يربط بين الجهات المعنية بخدمة قضايا العصر من منظور علمي وفقهي متكامل؛ الأمر الذي يعزز مكانة مصر في مجال علوم الفضاء والفقه على حد سواء.

  • وكالة الفضاء المصرية كان لها الدور المحوري في تنظيم الملتقى وتعزيز التعاون العلمي والشرعي
  • مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي قدم الرؤية الفقهية المناسبة لمواكبة التطورات الفضائية
  • مشروع النوازل الفقهية يهدف لبناء قاعدة معرفية علمية وشرعية متكاملة
  • الجهود المشتركة بين العلماء الدينيين والفلكيين أبرزت أهمية التفاهم بين العلوم بمختلف تخصصاتها