
انتشر في الآونة الأخيرة مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، قيل إنه يوثق انفجارًا هائلًا في مخازن أسلحة تابعة لمليشيا الحوثي بالعاصمة اليمنية صنعاء نتيجة غارة جوية أمريكية حديثة، وسط استمرار الضربات الجوية على مواقع تابعة لهم، إلا أن التقارير الرسمية أكدت وجود تضليل في هذه المعلومات، وأظهرت أن الفيديو كان لحدث قديم وقع في اليمن قبل عدة سنوات، بالتحديد خلال عملية “عاصفة الحزم”.
حقيقة الفيديو الذي قيل إنه لانفجار مخازن أسلحة في صنعاء
بالتزامن مع تداول الفيديو، أكدت منصة “مسبار” المخصصة لرصد الأخبار المضللة، أن الادعاء غير صحيح تمامًا، إذ إن الفيديو المنتشر ليس متعلقًا بغارة أمريكية على مخازن الحوثيين كما زُعم، وتبين أن الفيديو يعود تاريخه إلى عام 2015 أثناء عملية “عاصفة الحزم”، وقتها استهدفت قوات التحالف العربي قاعدة للصواريخ في منطقة فج عطان جنوب غربي صنعاء، ونتج عن تلك الغارة انفجار هائل تسبب في دمار واسع وتصاعد أعمدة دخان كثيفة في الأفق، وقوبل بحملة تغطية إعلامية واسعة آنذاك.
دور منصات مكافحة الأخبار المزيفة في كشف الحقيقة
تعتبر منصات التحقق من الأخبار المضللة، مثل “مسبار”، أدوات فعالة لكشف الحقائق والتصدي للأخبار المزيفة المنتشرة على الإنترنت، حيث تعمل هذه المنصات عبر فريق متخصص في تحليل المحتوى، بما في ذلك الصور والفيديوهات واستخدام تقنيات البحث العكسي؛ لتحديد توقيت ومصدر المواد الإعلامية المنشورة، وتقوم بعد ذلك بمشاركة النتائج النهائية مع الجمهور، وبالتالي حماية المتابعين من الوقوع في دوامة الأخبار الكاذبة أو تضليل القارئ، وهو ما حدث في حالة هذا الفيديو المنتشر حول انفجار صنعاء، الذي تبين أنه يعود لأحداث مضى عليها أكثر من ثماني سنوات.
أسباب انتشار الأخبار المزيفة وأهم النصائح لتجنبها
انتشار الأخبار المزيفة يرجع إلى عدة عوامل، منها الرغبة في زيادة التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركة المحتوى دون التحقق من مصداقيته، وهو أمر استفادت منه الحسابات الوهمية أو أشخاص يستغلون الأزمات لإثارة الجدل، لتجنب ذلك، ينصح باتباع التالي:
- التحقق من المصدر الرسمي للخبر.
- استخدام أدوات بحث الصور والفيديو للكشف عن صحة المحتوى.
- الرجوع إلى منصات التحقق الموثوقة.
- تجنب مشاركة الأخبار قبل التأكد من حقيقتها.
عندما يتعلق الأمر بأحداث هامة كالحروب أو الكوارث، تتزايد أهمية التأكد من الأخبار لتجنب المساهمة في نشر المعلومات المضللة، فبينما قد يبدو الفيديو المنشور حديثًا، إلا أن توثيق حقيقته يعتمد على الاطلاع على التفاصيل الدقيقة لزمان ومكان وقوعه، كما حدث مع الفيديو المزعوم لانفجار صنعاء، الذي أكد الخبراء أنه قديم ومضلل، مما يدعو الجميع إلى توخي الحيطة عند تلقي أو مشاركة الأخبار.