«انقسام مفاجئ» بين حركة أمل وحزب الله يشعل التنافس في بلدات الجنوب

تبدو المعارك الانتخابية البلدية في الجنوب اللبناني جارية على وقع انقسام بين اللوائح المدعومة من الثنائي الشيعي والمستقلين الذين كسروا قاعدة التزكية السائدة منذ سنوات. إذ أن الأزمة الاقتصادية والانتقادات لأداء البلديات السابقة أفرزت توجهاً لدى العائلات والمستقلين لخوض الانتخابات الديمقراطية بدلاً من التوافق المسبق، ما يعطي زخماً سياسياً وحيوياً لهذه الانتخابات التي تعدّ الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة.

كسر التزكية في بلدات رئيسية

شهدت بلدات جنوبية مثل أنصار والنبطية التحتا وكفررمان تحولات بارزة بانتهاء عهد التزكية الذي لطالما كان السمة الأبرز خلال الاستحقاقات السابقة. ففي بلدة أنصار، تمكنت لائحة مستقلة تحت اسم “أنصار للجميع” من خرق التوافق المبني سابقاً بين الثنائي الشيعي والحزب الشيوعي السوري القومي. هذا النهج الجديد أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية، خاصة بعد قرارات بفصل البعض من الحزب الشيوعي بسبب ترشحهم ضمن اللائحة المستقلة.

في النبطية التحتا، يبرز التنافس بين لائحة “التنمية والوفاء” المدعومة من الثنائي الشيعي وبين لائحة مستقلة تستهدف تغيير النهج البلدي التقليدي. واللافت أن معركة النبطية تجسد حالة جديدة من المواجهة الديمقراطية التي غابت عن الجنوب على مدار عقدين تقريباً بسبب طغيان مبدأ التوافق.

محاولات التوافق تفشل في كفررمان

في بلدة كفررمان، وعلى الرغم من محاولات التوافق لتشكيل لائحة تضم ممثلي العائلات مع أعضاء من الثنائي الشيعي، فشلت الجهود بعد إصرار العائلات والمستقلين على خوض انتخابات ديمقراطية. تنافس ثلاث لوائح: الأولى مدعومة من الثنائي الشيعي، والثانية بقيادة رئيس البلدية السابق كمال غبريس، والثالثة تمثل شريحة من المستقلين مدعومة من الحزب الشيوعي. هذا الانقسام يظهر وجود رغبة لدى الأهالي في التغيير بعدما أثبتت الأزمات مدى حاجة البلدة لإدارة جديدة تحمل نهجاً مختلفاً.

الخلافات السياسية تعصف بالبابلية

ترددت آثار التوتر إلى بلدة البابلية، حيث أُعلن فك التحالف بين حركة أمل وحزب الله بسبب خلافات على تسمية المرشحين. حركة أمل قررت خوض الانتخابات بلوائح منفصلة، ما قد يؤدي إلى تفكك التحالف التقليدي الذي استمر لسنوات طويلة. وتمديد باب الترشح يمهد الطريق لمزيد من المفاوضات لحل هذه الإشكالات في اللحظات الأخيرة. من جهة أخرى، يظهر تسعة مرشحين مستقلين يحاولون الاستفادة من هذه الانقسامات لتعزيز فرصهم.

بغض النظر عن النتائج التي ستؤول إليها هذه الاستحقاقات، أصبحت الانتخابات البلدية الحالية ساحة لتأكيد أهميتها كوسيلة لمساءلة السلطة المحلية والمطالبة بإحداث تغيير يلامس تطلعات المواطنين. الجنوب اللبناني اليوم أمام فرصة لإعادة هيكلة المشهد البلدي والإنمائي.