«انهيار تاريخي» أسعار الذهب تسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ 6 أشهر

يسجل الذهب أكبر خسارة أسبوعية منذ 6 أشهر مدفوعًا بانخفاض الإقبال على شرائه، في ظل محادثات بين روسيا وأوكرانيا، وتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين. تُظهر بيانات تداول الذهب انخفاضًا بنسبة 4% هذا الأسبوع ليصل إلى 3190 دولارًا للأونصة، حيث تم تخفيف الطلب بفعل تقدم المفاوضات وزيادة الثقة في الأصول عالية المخاطر.

أداء الذهب في ظل المحادثات السياسية والاقتصادية

شهد الذهب ضغوطًا متزايدة نتيجة التقدم المحرز في المحادثات السياسية بين روسيا وأوكرانيا، التي انتهت بمناقشات حول وقف إطلاق النار دون تأكيد رسمي، إضافة إلى تحسن العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو ما دفع المستثمرين إلى التحول نحو الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم، بعيدًا عن الملاذات الآمنة كالمعدن النفيس، مما أدى إلى تراجع سعره بفارق يزيد عن 300 دولار من ذروته خلال الأسابيع الماضية، إلا أن الذهب لا يزال مرتفعًا بأكثر من 20% منذ بداية العام بفعل الطلب المكثف من البنوك المركزية وصناديق المؤشرات.

مستقبل الذهب كأداة تنويع استثماري

برغم التراجع الحالي، أكد خبراء اقتصاديون أن الذهب ما زال يلعب دورًا هامًا في تنويع المحافظ الاستثمارية، إذ يعتبر أداة تحوط قوية مقابل تقلبات الأسواق والعملات، حيث أشار مارك هيفيلي، كبير مسؤولي الاستثمار في بنك “يو بي إس غروب”، إلى أن التقلبات الاقتصادية المحتملة على المستوى العالمي ستدفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة، مع التركيز على توزيع الأصول عالميًا تجنبًا للتأثيرات السلبية على الدولار الأميركي، مما يمنح الذهب دورًا جوهريًا في استراتيجيات الاستثمار المستقبلية.

عوامل إضافية تؤثر على أسعار الذهب

لا يقتصر انخفاض سعر الذهب على التطورات السياسية والاقتصادية فقط، بل إن التحولات في أسواق المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاديوم والبلاتين تشكل هي الأخرى عامل تأثير حاسم، حيث سجلت أسعار هذه المعادن انخفاضًا بالتزامن مع تراجع الذهب، ومع تعافي مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري، يتعرض المعدن النفيس لضغوط إضافية تحد من قدرته على الارتفاع، ومع ذلك، يظل الطلب على الاستثمار في الذهب مرتفعًا في الصين والأسواق الناشئة، وهو ما يدعم المعدن على المدى البعيد بالرغم من التحديات الراهنة.

تواصل أسعار الذهب تأثرها بتقلبات الأسواق العالمية والأوضاع الجيوسياسية المتغيرة، ومن المتوقع أن يعتمد أداؤها في المستقبل على مدى الاستقرار السياسي، وتوجهات الاستثمارات العالمية، واستمرار دورها كخيار جذاب للأصول الآمنة.