«انهيار مأساوي» الزراعة في غزة تواجه أزمة حادة وتلف نصف الأراضي الزراعية

تُعاني الزراعة في غزة من تحديات كارثية نتيجة الحروب المتكررة، حيث أشار تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة أن أكثر من نصف الأراضي الزراعية في القطاع قد أصبحت غير صالحة، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الغذائي في المنطقة. ويُلاحظ تسارع معدلات الدمار الزراعي بمرور الأشهر، إذ ازدادت الأضرار بشكل ملحوظ خلال عام 2024.

أكثر من نصف الأراضي الزراعية غير صالحة للاستغلال

لقد أدت الأضرار الناتجة عن الاستهداف المباشر للمزارع الخصبة إلى تحويل آلاف الهكتارات إلى أراض جرداء غير قابلة للاستصلاح، حيث وصلت نسبة الأراضي غير الصالحة إلى أكثر من 60% من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية في غزة. تُعتبر الزراعة عمادًا اقتصاديًا أساسيًا للسكان في قطاع غزة ومصدر رزق لآلاف العائلات، وباستمرار هذا التدمير، تواجه المنطقة أزمة غذائية خطيرة تُهدد حياة الملايين. وقد تركزت الضربات بشكل رئيسي على المناطق التي تحتوي على تربة خصبة ومزارع وحدائق عائلية.

المحاصيل والبساتين في غزة تتعرض للتدمير

بحسب التقرير، تُعتبر أشجار البساتين والمحاصيل من أكثر المتضررين من النزاع، إذ تعرض أكثر من 71% من البساتين والأشجار المثمرة لأضرار شديدة. كما لحقت أضرار فادحة بأكثر من 67% من المحاصيل الحقلية، وقد شملت هذه الكارثة الزراعية محاصيل موسمية ودائمة تؤثر بشكل مباشر على مستوى الغذاء المتاح للسكان. ومن بين المناطق التي عانت بشكل كبير كانت خان يونس، التي تُعرف بكونها إحدى أهم المناطق الزراعية في القطاع، حيث كانت محاصيلها تُسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي المحلي. ومع تصاعد الاعتداءات، تراجعت كميات الإنتاج بشكل كبير، مما فاقم من نقص الغذاء في المنطقة.

خان يونس تدفع الثمن الأكبر للدمار الزراعي في غزة

تمثل خان يونس منطقة زراعية حيوية، ولكن التقرير كشف عن تعرض هذه المنطقة لأضرار مدمرة، وهو ما جعلها من بين الأكثر تضررًا في القطاع. وقد تم تدمير مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة، حيث شملت الأضرار غالبية المحاصيل الحقلية الرئيسية التي تُعتبر العمود الفقري للزراعة المحلية. ومع استمرار تلك الأزمة دون حلول عملية لإعادة تأهيل القطاع الزراعي، يبقى مستقبل المزارعين وأسرهم في مهب الريح.

تستدعي هذه الأزمة الزراعية جهودًا دولية عاجلة لإنقاذ القطاع الزراعي في غزة، إذ إن استمراره يُعَد مسألة حيوية لضمان الأمن الغذائي، وإعادة الأمل للسكان الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر أساسي للعيش. بدون تدخل، قد تصبح الزراعة في غزة مهددة بزوال نهائي.