«انهيار مفاجئ» للذهب في أسوأ أداء منذ 6 أشهر بتركيا اليوم

شهد سعر الذهب انخفاضًا قياسيًا في أدائه الأسبوعي الذي لم يسبق له مثيل منذ 11 نوفمبر 2024، حيث تأثرت أسعاره بتطورات السوق المالية العالمية وآثار التضخم وتراجع النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى انحسار الطلب على الذهب كملاذ آمن، بينما أدى ارتفاع مؤشر الدولار إلى زيادة الضغوط على أسعار المعادن الثمينة بشكل عام.

تراجع أسعار الذهب أمام الدولار القوي

اتسم الأسبوع الماضي بانخفاض واضح في أسعار الذهب، حيث بلغ سعر الأوقية 3200 دولار، متراجعًا بنسبة 2.7 بالمئة، ويرجع ذلك إلى التغيرات الاقتصادية العالمية، مثل ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.8 بالمئة الذي وصل إلى مستوى 101.1. الصعود الحاد في عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات، والذي بلغ 4.44 بالمئة بزيادة 5 نقاط أساس، ساهم بشكل كبير في زيادة جاذبية الأصول المرتفعة العائد على حساب الذهب والمعادن الثمينة الأخرى. كما أن عزوف المستثمرين عن الذهب سببه انخفاض المخاوف المتعلقة بالمخاطر التجارية بين أمريكا والصين، وهو ما حوّل أنظارهم نحو الأصول ذات العوائد المرتفعة.

كيف تؤثر السياسة النقدية على سعر الذهب؟

صرّح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، بأن الاقتصاد يشهد تغيرات عميقة منذ عام 2020، مما يستدعي مراجعة السياسة النقدية باستمرار، خاصة في ظل “صدمات العرض” المتكررة. توقعات الأسواق المالية تشير إلى استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في مراقبة ضغوط الأسعار الناتجة عن التعريفات الجمركية. تسعير سوق المال يوضح تأجيل أول خفض للفائدة إلى سبتمبر المقبل، مع توقع خفضين آخرين خلال العام. هذه التوقعات النقدية تضغط على أسواق الذهب، حيث ترتفع جاذبية الدولار والأصول المرتبطة بالعوائد المرتفعة مقارنةً بالذهب الذي لا يدر أي فوائد.

أداء المعادن الثمينة في الأسواق العالمية

لم تكن أسعار الذهب وحدها التي تأثرت بالتطورات الأخيرة، بل شمل الانخفاض كافة المعادن الثمينة. البلاتين انخفض بنسبة 0.8 بالمئة، بينما سجل البلاديوم تراجعًا بنسبة 1.6 بالمئة، أما الفضة فقدت 1.4 بالمئة من قيمتها. المحللون يشيرون إلى أن الأسواق العالمية شهدت تزايدًا في شهية المخاطر على حساب الطلب على الملاذات الآمنة كالذهب. علاوة على ذلك، فإن اتفاقية التجارة المؤقتة بين أمريكا والصين لعبت دورًا كبيرًا في تهدئة الأسواق وتقليل التوترات التجارية التي كانت تُعد عاملًا داعمًا للذهب.

في الختام، يواجه الذهب تحديات متعددة في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية العالمية. ومع استمرار ارتفاع مؤشر الدولار وعائد السندات، والتوجهات المستقبلية للسياسات النقدية، تظل أسعار المعادن رهينة التطورات في الأسواق المالية العالمية والمستجدات الجيوسياسية.