بعد مقتل أنس الشريف مراسل قناة الجزيرة.. هذه هي وصيته ونصيحته

إن كلمات وصية انس الشريف، مراسل قناة الجزيرة، تعبر بقوة عن الألم والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي، حيث كانت فلسطين هي القلب النابض والأمل الذي حمله طوال حياته، رغم كل المعاناة التي شهدها في مخيّم جباليا للاجئين. قصته نموذج حي على التضحية والوفاء لقضية الحرية، وترك رسالته المليئة بالأمل والتمسك بحق العودة والكرامة.

انتصار رسائل انس الشريف وتأثيرها بعد مقتل مراسل قناة الجزيرة

كانت وصية انس الشريف بمثابة صرخة تؤكد استمرارية الصوت الفلسطيني رغم محاولات الاحتلال لإسكات الحقيقة، فاتحًا عينيه على الحياة في أزقّة مخيّم جباليا، حيث صقل تجربته بين الألم والاحتلال. لم يكن انس مجرد مراسل ينقل الأحداث، بل كان صوتًا حقيقيًا يعكس واقع شعبه بكل تفاصيله المؤلمة. في رسالته الأخيرة التي شهدت من خلالها إسرائيل نجاحها في قتله، أكد رفضه لكل ما يمس حرية شعبه، محمّلًا إياهم أمانة الحفاظ على فلسطين درة المسلمين ونبض كل حرٍّ في العالم. لم يتوقف انس الشريف عند مجرد سرد الحقيقة، بل حمل في كلمات وصيته نداءً واضحًا بأن القيود والحدود لا يمكن أن تسكت أصوات الحق، وأن المقاومة هي الطريق نحو تحرر البلاد والعباد.

وصية انس الشريف وأهمية الحفاظ على صوت فلسطين واختيار الحرية

في رسالته المؤثرة، أوصى انس الشريف بأهله وأحبائه وبالأطفال الفلسطينيين المظلومين الذين حُرموا من أبسط حقوقهم في العيش الكريم، مُذكّرًا بأن أجسادهم تعرضت للقصف والتشريد الذي مزق الأحلام والآمال. دعا الجميع إلى أن لا تدع القيود تكبلهم أو تعيقهم، مشددًا أن التحرير وسلامة الأرض والشعب هما الهدف الذي يجب أن يستمر السعي إليه. هذا النداء بوضوح يعكس قوة الكلمة التي كان ينقلها طوال حياته، كما يؤكد ارتباط الإنسان الفلسطيني بأرضه وهويته رغم كل الصعوبات. وكذلك، عبر في وصيته عن أمله في مستقبل يُشرق فيه الحرية والكرامة على فلسطين السليبة، متمنياً أن يكون الجميع جسورًا لنقل رسالة المقاومة والدفاع عن الحقوق.

أوصى انس الشريف بأهله وأحبائه بعد وفاته الثابتة على مبادئه ورسالة الحق

خلال كتابته لوصيته، لم يغفل انس الشريف تحميل أهله وأحبائه مسؤولية الاستمرار في حمل راية الكفاح والحفاظ على الذكرى، مقدمًا رغبته في أن تكون زوجته وأبناؤه وأمه وعائلته الذين تربّى بينهم هم السند الحقيقي لبعضهم البعض في غيابه. كانت كلمات وصيته مليئة بالمحبة والحكمة، إذ دعا الجميع للتمسك بالقيم التي آمن بها ومتابعة الرسالة التي بدأها، مؤكدًا رضاه الكامل بقضاء الله ومصيره في سبيل الحرية. وختم رسالته بنداء الإنسان الذي لم يخضع للظلم، متوسلاً أن يتقبل الله أجره ويجعل دمه نورًا يضيء طريق الحرية لشعبه وأهله. بهذه الكلمات، كرّس انس الشريف اسمه رمزًا للثبات والتضحية في وجه الظلم، مسيرًا خطى من سبقوه في رحلة الحق التي لا تنتهي.