«تاريخي» الفاتيكان تنتخب أول بابا أمريكي للكنيسة الكاثوليكية في حدث غير مسبوق

«تاريخي» الفاتيكان تنتخب أول بابا أمريكي للكنيسة الكاثوليكية في حدث غير مسبوق
«تاريخي» الفاتيكان تنتخب أول بابا أمريكي للكنيسة الكاثوليكية في حدث غير مسبوق

في حدث تاريخي غير مسبوق، شهدت الكنيسة الكاثوليكية انتخاب أول بابا أمريكي، حيث تولى روبرت فرنسيس بريفوست هذا المنصب الرفيع واتخذ الاسم البابوي ليو الرابع عشر، ليكون خلفاً للبابا فرنسيس الذي توفي عن عمر يناهز 88 عاماً بعد 12 عاماً من قيادته للكنيسة. وتأتي هذه الخطوة كإشارة لتجديد القيادة وسط آمال بتحقيق مزيد من الإصلاحات والانفتاح داخل الكنيسة.

انتخاب البابا ليو الرابع عشر: أبرز اللحظات التاريخية

لحظة انتخاب البابا الجديد حملت قيمة رمزية كبيرة، حيث صدرت العبارة الشهيرة “لدينا بابا” من الشرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس، بعدما أكدت الإشارة التقليدية للدخان الأبيض انتهاء الاقتراع. وخلال 70 دقيقة فقط، ظهر البابا ليدلي بأولى كلماته قائلاً: “السلام معكم جميعاً”، ثم تحدث بعدة لغات منها الإيطالية والإسبانية، مما يعكس خبراته المتعددة كمبشر ورئيس أساقفة في بيرو.

كما شكلت اللحظة فرصة للتذكير بالطقوس التقليدية المميزة، حيث دخل ليو الرابع عشر “غرفة الدموع”، وهي غرفة مخصصة للتأمل وتبديل الحلة البابوية. وعقب الصلاة الصامتة، بدأ الكرادلة في أداء الطقوس التقليدية لتنصيبه، التي اختُتمت بترنيمة “Te Deum”، ليخرج البابا إلى ساحة القديس بطرس محافظاً على ارتباط الكنيسة بتقاليدها العريقة.

سيرة البابا ليو الرابع عشر والإصلاحات المرتقبة

البابا ليو الرابع عشر ولد في شيكاغو عام 1954 وقضى معظم حياته مبشراً في أمريكا اللاتينية، تحديداً في بيرو، حيث شغل مناصب بارزة حتى عُيّن كاردينالاً في العام 2023. ويُعرف عنه الاعتدال والقدرة على إقامة الحوار، وهو امتداد لنهج البابا فرنسيس في توجيه الكنيسة نحو مواجهة قضايا العالم الحديث.

ليلعب دوراً هاماً في تعزيز الحوار الكنسي، خاصة فيما يخص العدالة الاجتماعية والمناخ والأزمات الإنسانية، مستنداً إلى سنوات خبرته وتعامله المباشر مع تحديات العصر. كما أن دوره السابق في الفاتيكان كمراجع لترشيحات الأساقفة أعدّه ليكون من الشخصيات المؤثرة في اتخاذ القرارات الكبرى.

دلالات سياسية وانتظارات عالمية من قيادة البابا الأمريكي

قرار انتخاب بابا أمريكي لأول مرة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية حمل دلالات عميقة، لا سيما في ظل تزايد التحديات العالمية. وقد لقيت هذه الخطوة ترحيباً واسعاً، إذ وصف الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب هذا الحدث بأنه “فخر كبير للولايات المتحدة”. ومن المتوقع أن تفتح تولي أميركي لهذا المنصب آفاقاً للحوار مع القوى السياسية والدينية حول العالم.

تظل أمام البابا ليو الرابع عشر مسؤولية ثقيلة، تتمثل في استكمال الإصلاحات التي بدأها سلفه وتعزيز دور الكنيسة في القضايا الراهنة كالسلام وحقوق الإنسان. وقد أشار في كلمته الافتتاحية بوضوح قائلاً: “السلام والحوار هما الطريق للمضي معاً دون خوف”. بهذا الرؤية، يبدو أن البابا الجديد يمهد لحقبة جديدة تؤرخ لتجديد الدور الكنسي في العصر الحديث.