تتصدر غوغل سباق الذكاء الاصطناعي القوي.. هل تحافظ على موقعها القيادي؟

تثبت أداة البحث من غوغل قدرتها الفريدة على الصمود في مواجهة المنافسة الشرسة من شركات مثل OpenAI، التي تسعى لأن يحول المستخدمون طلباتهم مباشرة إلى روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بدلاً من مربع البحث التقليدي، مما يعزز أهمية البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي من غوغل وأدواته المتطورة.

كيف عززت أداة البحث بالذكاء الاصطناعي من غوغل مكانتها السوقية؟

تُعد أداة البحث بالذكاء الاصطناعي من غوغل واحدة من أبرز أدوات الدفاع التي استخدمتها الشركة للحفاظ على زعامتها، حيث تتيح ميزة «نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي» للمستخدمين الاطلاع على إجابات يُنتجها نموذج جيميني، تظهر أعلى نتائج البحث العادية. هذا الابتكار جذب أكثر من ملياري مستخدم شهرياً، مقارنة بنحو 1.5 مليار في التحديث السابق. أظهرت الدراسات المستقلة أن استخدام غوغل لهذه الاستراتيجية للبحث بالذكاء الاصطناعي أحدث تحولاً ملموساً في سلوك المستخدمين، مما أدى إلى زيادة ظهور الروابط في نتائج البحث بنسبة 49% حتى وإن لم تُنقر، وهذا انعكس إيجابياً على إيرادات الشركة التي ارتفعت بمعدل 12% لتصل إلى 54.2 مليار دولار، وهو رقم قياسي يعكس قدرة ألفابت، الشركة الأم، على استثمار حركة البحث ودعم قطاع الإعلانات.

التحديات التي تواجه البحث بالذكاء الاصطناعي من غوغل وكيفية التعامل معها

على الرغم من النجاح اللافت لأداة البحث بالذكاء الاصطناعي من غوغل، يظل التحدي الأكبر في كيفية احتفاظها بنقرات المستخدمين على الروابط المدرة للدخل، خاصة أن المستخدمين يحصلون على إجاباتهم مباشرة من ميزة النظرة العامة، مما يقلل الحاجة إلى الضغط على الروابط التقليدية. تتمثل معضلة غوغل في إقناع المعلنين بأن ميزاتهم الجديدة تولد عائدًا جيدًا على الاستثمار، مما قد يحفز الإنفاق الإعلاني ويعزز الإيرادات، إضافة إلى المنافسة المحتدمة من متصفحات الويب المدعمة بالذكاء الاصطناعي التي تغير من طريقة وصول المستخدمين إلى المعلومات. تملك غوغل العديد من الأدوات التي تُمكنها من مواجهة هذه التحديات؛ منها تعديل متصفح كروم لمواكبة المنافسين، ودمج نموذج جيميني في خدمات متعددة، وابتكار مزايا فريدة مثل ميزة (Circle to search) التي تسمح للمستخدمين بوضع دائرة حول عناصر على شاشاتهم للحصول على معلومات دقيقة وسريعة.

الخبرة الطويلة لغوغل في مواجهة تحديات عصر الذكاء الاصطناعي

تاريخياً، أظهرت غوغل براعة كبيرة في اتخاذ خطوات دفاعية استراتيجية عند ظهور تحديات جديدة؛ فقد استحوذت على نظام أندرويد لتأمين موقعها مع انتشار الهواتف الذكية، واستثمرت مبالغ ضخمة لتصبح محرك البحث الافتراضي في متصفح سفاري الخاص بأبل. مع انطلاق طفرة الذكاء الاصطناعي قبل عدة سنوات، أثارت مايكروسوفت وOpenAI مخاوف لدى غوغل بعد جهود مايكروسوفت المبكرة التي هدفَت إلى تعزيز محرك بينج، فتفاعلت غوغل عبر استثمارات ضخمة في تقنيات الذكاء الاصطناعي من دون تغيير ملحوظ في حصتها السوقية حتى الآن. رغم التحديات المتزايدة في عصر الذكاء الاصطناعي، يظهر أداء غوغل الحالي مدى قدرتها على التكيف، مما بعث على الثقة بأنها ستتمكن من تجاوز الصعوبات بأقل خسارة ممكنة.

العنصر الوصف
عدد مستخدمي أداة نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي أكثر من 2 مليار مستخدم شهرياً
نسبة ارتفاع ظهور الروابط في نتائج البحث 49%
نسبة زيادة إيرادات غوغل 12% لتصل إلى 54.2 مليار دولار
مدة طفرة الذكاء الاصطناعي التي أثرت على السوق نحو 3 سنوات