«تجربة فريدة» مصمم التوسعة الثالثة للمسجد الحرام يكشف أكبر تحدي واجههم أثناء التنفيذ

واجه تنفيذ التوسعة الثالثة للمسجد الحرام تحديات ضخمة جعلته من أعقد المشاريع على مستوى العالم بسبب تعقيد التصميم والتنفيذ وتزامنهما في ظل ضغوط زمنية شديدة. فقد كشف الدكتور المهندس عبدالله العتيبي، مصمم التوسعة، أن أهم التحديات التي واجهتهم كانت ضيق الوقت الذي استدعى البدء في التنفيذ قبل الانتهاء الكامل من التصميم، بالإضافة إلى الحاجة للتعامل مع أكثر من 300 ألف خريطة تفصيلية.

التحديات الزمنية في تصميم وتنفيذ التوسعة الثالثة للمسجد الحرام

أوضح المهندس عبدالله العتيبي أن التحدي الأبرز خلال تصميم وتنفيذ التوسعة الثالثة للمسجد الحرام تمثل في ضرورة البدء في العمل دون انتظار الانتهاء الكامل من التصميم، وهو أمر غير معتاد في المشاريع الهندسية الضخمة، وذلك بسبب ضيق الوقت المتاح؛ فقد كان عليهم تنفيذ التصميم أولًا بأول باستخدام مفردات تصميمية بسيطة تتطور تدريجيًا حتى الوصول للصورة النهائية والتكامل الكامل، مما شكل ضغطًا هائلًا على فرق العمل وجعل من المشروع مادة اختبار سرعة وكفاءة استثنائية.

تعقيدات مشروع التوسعة الثالثة للمسجد الحرام وحجمه الهائل

لم يكن حجم المشروع والتفاصيل الفنية فقط ما يجعل التوسعة الثالثة للمسجد الحرام من أصعب المشاريع، بل إن بنيته التحتية والفراغات المعقدة التي لا تظهر للعيان تمثل جزءًا كبيرًا من التحدي؛ فحسب المهندس العتيبي، فإن ما يراه الناس هو 10% فقط من العمل الحقيقي، إذ أن 90% الآخر يرتكز على بنى تحتية ضخمة وفراغات لا يمكن الوصول إليها، وكلها مدروسة بدقة لتدعم العمل النهائي وتضمن استدامة وكفاءة المسجد للحشود الضخمة، وهذا ما يفسر ضخامة المشروع وتفرده.

التنفيذ وسط زخم مليون زائر يوميًا وتحديات السلامة

استمرت أعمال التوسعة لمدة ثلاث سنوات، وخلالها تجاوز عدد الزائرين الذين دخلوا وخرجوا من الحرم أكثر من 300 مليون شخص، وهو وضع استثنائي يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين فرق البناء والإدارة لضمان سلامة الزائرين دون تعطيل حركة الحجاج والمعتمرين، مما أوجب على القائمين تنفيذ المشروع في بيئة حية وحركة دائمة، مؤكدًا أن هذا العامل زاد من صعوبة العمليات وألزمهم بوضع خطط مرنة لتنفيذ الأعمال دون تعطيل الشعائر.

العامل الوصف
الخرائط التصميمية أكثر من 300,000 خريطة تفصيلية تغطي جميع مراحل المشروع
المدة الزمنية تنفيذ التوسعة خلال 3 سنوات فقط
عدد الزائرين أكثر من 300 مليون زائر خلال فترة التنفيذ
نسبة الرؤية العامة 10% من العمل فقط هي ما يظهر للزائرين

إدارة هذا المشروع الضخم تطلبت تنسيقًا متقنًا ومهارات عالية في التعامل مع ضغوط الزمن والحشود، مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة والسلامة، وهذا ما يجعل التوسعة الثالثة للمسجد الحرام نموذجًا فريدًا في تاريخ البناء الحديث خاصة في ظل الظروف المعقدة التي اشتملت عليها كل مرحلة من مراحل التنفيذ.