تحدثت لأول مرة.. رجاء الجداوي أيقونة الأناقة وصديقة الجميع اليوم

رجاء الجداوي تعتبر أيقونة الأناقة وصديقة الجميع، فقد بدأت مسيرتها الفنية على مسار فريد جمَع بين الإبداع والذوق الرفيع، محققة بصمة خالدة في تاريخ الفن المصري والعربي. منذ ولادتها في الإسماعيلية عام 1938، كانت رجاء نموذجًا يستحق التقدير لأسلوبها الراقي وحضورها الذي لم يفارق قلوب محبيها.

رحلة رجاء الجداوي من عروض الأزياء إلى النجومية في التمثيل

انطلقت رحلة رجاء الجداوي في عالم الموضة بعروض الأزياء، حيث تميزت كواحدة من أشهر عارضات الأزياء في مصر والعالم العربي، الأمر الذي أكسبها لقب “سفيرة الأناقة”، بعد تتويجها بلقب ملكة جمال القطن المصري عام 1958، لتصبح بذلك رائدة في مجال الأناقة والموضة. هذا النجاح مهد الطريق أمامها للدخول إلى عالم التمثيل، حيث أدّت دورها الأول في فيلم دعاء الكروان عام 1959 تحت إدارة المخرج هنري بركات، ما كان بداية انطلاقتها نحو الشهرة السينمائية.

المسيرة الفنية المتنوعة لرجاء الجداوي وأدوارها التي لا تُنسى

امتدت مسيرة رجاء الجداوي لأكثر من ستة عقود، قدمت خلالها مئات الأعمال بين السينما والتلفزيون والمسرح، متقنة أدواراً متميزة تراوحت بين الكوميديا والدراما، مما رفع مكانتها إلى مصاف أعظم نجمات الفن. من أبرز أعمالها السينمائية: إشاعة حب (1960) برفقة عمر الشريف وسعاد حسني، وأفلام ثمن الغربة (1982)، والبيه البواب (1987) مع أحمد زكي، بالإضافة إلى الزمن والكلاب وتيمور وشفيقة. وعلى الصعيد الدرامي، تركت رجاء أثرًا بالغًا من خلال مشاركتها في الدوامة، الرحايا مع نور الشريف، عائلة الحاج متولي، السندريلا، حكايات وبنعيشها، وفي غمضة عين. أما على خشبة المسرح، تألقت في مسرحية الزعيم مع عادل إمام، والتي حظيت بشعبية عربية كبيرة واستمرت لسنوات.

صداقات رجاء الجداوي والجانب الإنساني في علاقتها مع زميلاتها

تميّزت رجاء الجداوي بروحها الدافئة والطيبة، ما جعلها صديقة وفية ومؤثرة في الوسط الفني، خصوصًا علاقاتها الطويلة مع ميرفت أمين ودلال عبد العزيز، التي استمرت لأكثر من خمسين سنة. بدأت صداقتها مع ميرفت عام 1970 أثناء تصوير فيلم أصعب جواز، وانضمت إليهما دلال عبد العزيز أثناء تعاونهن في مسلسل شقة دون سقف. اعتبرت رجاء هذه الصداقة المثال الأسمى للبساطة والاحترام المتبادل، لتصبح مثلثًا نادرًا في عالم الفن استمر حتى رحيلها إثر إصابتها بفيروس كورونا في 2020، والتي توفيت بعدها دلال عبد العزيز عام 2021، لتبقى ميرفت أمين حاملة لذكريات هذا الربع الفني النادر.

لم يكن لقب “أيقونة الأناقة” سوى انعكاس حقيقي لشخصية رجاء الجداوي، التي جمعت بين الذوق الرفيع والبساطة الفريدة؛ فقد استطاعت من خلال خبرتها كعارضة أزياء لبيت بيير كاردان أن تلهم أجيالًا من النساء في اختيار ملابسهن، مع المحافظة على رونقها الخاص والراقي. لم تقتصر شهرتها على جمالها الخارجي فقط، بل تعدّت ذلك لتكون مثالاً في الالتزام المهني والإنساني، متميزة بانضباطها في مواعيد العمل واحترامها لجميع من تعامل معهم، وقد عبرت مرارًا في البرامج الحوارية عن قيم الصبر والتصميم، مسلطة الضوء على أهمية التمسك بالقيم في مواجهة تحديات الحياة.

رحيل رجاء الجداوي في يوليو 2020 بعد معاناة مع فيروس كورونا أثر في الوسط الفني والجمهور بصورة كبيرة، حيث اجتمع المئات من النجوم والشخصيات العامة للتعبير عن حزنهم على فقدان شخصية استثنائية، وما تركته من إرث فني وإنساني يُخلّد ذكراها.

يبقى حضُور رجاء الجداوي في ذاكرة الجمهور العربي علامة مضيئة، ليس فقط بحكم أعمالها الفنية التي تميزت بالتنوع والإتقان، بل أيضًا بفضل إنسانيتها وتعاملها الراقي مع زملائها ومحبيها، مما جعلها قدوة تتخطى حدود الفن إلى عمق القلوب، حيث الأناقة ليست فقط في المظهر، بل في المعاملة والشخصية.