تحدث لأول مرة.. أحمد آدم ينتقد السوشيال ميديا ويكشف تأثير 14 لايك على شخصية الإنسان

بدأت السوشيال ميديا تكشف الكثير من العيوب المجتمعية التي كانت مخفية سابقًا، بحسب الفنان الكبير أحمد آدم، مؤكّدًا أن منصات التواصل أصبحت مرآة حقيقية تعكس واقعنا. في لقاء خاص مع الكاتب مجدي الجلاد، أشار آدم إلى أن تأثير الإعجابات على الشبكات الاجتماعية تجاوز حدود المعقول، حيث يصبح من يملك 14 “لايك” كأنه يشتري جمهورًا وهميًا يسعى لتصدير آرائه في كل المجالات بدون أي تأهيل أو معرفة.

كيف تكشف السوشيال ميديا عيوب المجتمع وتبرز قضاياه بواقعية

شدد أحمد آدم على أن المجتمع اليوم يعاني من سطوة تكنولوجيا التواصل التي خلطت بين المعرفة الحقيقية وردود الفعل السطحية، مما جعل الكثير يظن نفسه محللاً في السياسة والرياضة وعالم النفس دون امتلاك رصيد أكاديمي أو خبرة. وذكر أن هذا الشعور الزائف بالثقة يدفع البعض إلى تبني مواقف متطرفة أو متسرعة، معاتبًا الجميع على غياب التواضع الذي دفع سقراط للتأكيد على أن “كلما ازداد الإنسان علمًا، ازداد جهله”؛ في إشارة إلى أهمية الاعتراف بالجهل كقاعدة للتعلم الحقيقي. دعا آدم إلى التراجع عن الضجة الرقمية والعودة للصمت أحيانًا، معبرًا عن رغبته بإقامة “عيد الصمت” ليوم واحد يعم فيه الهدوء، ما ينعش روح التوازن الاجتماعي ويعيد للأفراد لمساحة التأمل والهدوء بعيدًا عن ضوضاء السوشيال ميديا.

أهمية الصمت وتأثيره على استقرار المجتمع في زمن التواصل الرقمي

اقترح الفنان أحمد آدم أن يصبح اليوم الذي يلي اليوم العالمي للمسرح، بالتحديد 28 مارس، “عيد الصمت” الذي يتوقف فيه الناس عن نشر الأخبار والتعليقات ويعيشه الجميع بهدوء تام كما هو الحال في بعض الدول التي تحترم لحظات السكون. وصف هذا المقترح كونه فرصة لاستعادة الصفاء الذهني بعيدا عن إغراق أنفسنا في المعلومات المتداولة، وهو تصرف قد يساعد في إحياء ثقافة الحوار الهادئ والتفكير المدروس. حسب كلام آدم، إن التوقف عن الكلام لفترة قصيرة يعيد للمجتمع توازنه، تمامًا كما يحصل في اليابان، حيث الصمت قوة وتأمل.

رؤية أحمد آدم للدراما والمسرح وتأثيرها على المجتمع من خلال تجاربه الفنية

في برنامج “أسئلة حرجة”، شارك أحمد آدم رؤاه حول السياسة والفن، وكشف عن كواليس متعددة تخص حياته الفنية والعديد من النجوم الذين عمل معهم. أكد أن أعماله الفنية كانت ناجحة في توقع أحداث سياسية حدثت لاحقًا، وهو ما يعكس عمق فهمه للواقع السياسي والاجتماعي. كما تحدث عن النجومية المتواصلة للزعيم عادل إمام خلال أكثر من ستين عامًا، مركزًا على مراحل تطور المسرح وأثره، مع إبراز الفروق الجوهرية بين مسرح عادل إمام ومسرح محمد صبحي، حيث تتباين الأساليب والتوجهات التي تقدم من خلالها القضايا الفنية والاجتماعية.

  • شارك الفنان تجاربه مع النجوم في أعمال درامية متعددة.
  • كشف عن توقعاته السياسية التي باتت واقعًا ملموسًا.
  • وضح أسباب استمرار شعبية عادل إمام ودوره في المسرح الحديث.

الحديث مع أحمد آدم بيّن تأثير السوشيال ميديا على رسم واقعنا، وكيف أن استغلالها يمكن أن يصنع من غير المختصين خبراء في كل المجالات، مما يحتم علينا التأني والوعي بالتعامل معها بحذر. فضلاً عن مقترحه الرائع بابتكار مناسبة وطنية للصمت، مما يعكس حاجتنا الملحة لإعادة التوازن والهدوء في عصور تكثر فيها الضوضاء الكلامية الرقمية ويختلط فيها الجاد بالسخيف، وكذلك تعزيز الحوار النقدي البناء بعيدًا عن المظاهر السطحية.