«تحديات كبرى».. قومي الشرق الأوسط يناقش مستقبل قناة السويس وحركة الملاحة

«تحديات كبرى».. قومي الشرق الأوسط يناقش مستقبل قناة السويس وحركة الملاحة
«تحديات كبرى».. قومي الشرق الأوسط يناقش مستقبل قناة السويس وحركة الملاحة

تناقش حلقة نقاشية أجراها المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط التحديات العالمية والإقليمية التي تواجه قناة السويس كأحد أهم الممرات المائية الحيوية في العالم، حيث تم التطرق إلى تأثير الأحداث الجيوسياسية مثل العدوان على غزة، الحرب التجارية، والممرات البديلة على القناة، مع اقتراح مجموعة من السياسات لتأمين استقرار واستدامة القناة وسط المتغيرات الإقليمية والعالمية.

التحديات العالمية المؤثرة على قناة السويس

تواجه قناة السويس مجموعة متنوعة من التحديات على المستوى العالمي، حيث أشار المشاركون إلى تأثير الحرب التجارية بين القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين، على حركة المرور بالقناة؛ الرئيس الأمريكي السابق ترامب حاول إضعاف الاقتصاد الصيني عبر تعزيز الصناعات المحلية ومنع السفن الصينية من الموانئ الأمريكية، كما يشهد العالم تحولًا ملحوظًا في استراتيجيات التجارة والنقل، مع ازدياد حركة التجارة البينية في آسيا عبر مضيق ملقا، ما قد يؤدي إلى تقليل تدفق السلع عبر القناة، لذلك تحتاج قناة السويس إلى تسريع تطوير الخطط المستقبلية التي تضمن استمرار دورها المحوري في التجارة العالمية.

ممرات بديلة وتأثيرها على قناة السويس

تعرضت قناة السويس لتحديات متزايدة بسبب ظهور ممرات بحرية وبرية جديدة، مثل مبادرة الحزام والطريق الصينية، وخطوط النقل البرية بين الهند والخليج وإسرائيل ومتجهة إلى أوروبا، مما يهدد بحبس بعض السلع عن القناة، كما أن تطورات التكنولوجيا البحرية، مثل السفن ذاتية القيادة والغواطس المتطورة، يمكنها أن تسهم في تغيير منظومة النقل البحري العالمية، إلى جانب نقل الغاز والسلع الخفيفة عبر خطوط الأنابيب، وللحفاظ على مكانتها، تحتاج مصر إلى تطوير القناة لتتحول إلى ممر رقمي ذكي وأخضر قادر على مواكبة هذه التحولات.

استراتيجيات تطوير قناة السويس

حث المشاركون على وضع رؤية متكاملة لتطوير موانئ قناة السويس مثل موانئ السخنة وبورتوفيق، بجانب تعزيز التعاون بين مصر والقوى الإقليمية والدولية الكبرى مثل الصين، التي تمثل نحو 27% من حركة المرور بالقناة في عام 2023، أوصت النقاشات بسرعة تنفيذ خطط ازدواج القناة بالكامل وزيادة الرقمنة لتحسين الكفاءة، كما دعا الخبراء لتحفيز صناعة السفن محليًا وتوطينها، مشددين على ضرورة تبني سياسات استثمارية تدعم الممر وتحقق قيمة مضافة كبرى للاقتصاد المصري، مع العمل على إنشاء أسطول نقل بحري وطني قوي بقيادة القطاع الخاص المصري.

على الرغم من التحديات، تبقى قناة السويس رمزًا للسيادة المصرية، ويؤكد الخبراء أن تعزيز استدامة القناة واستجابتها السريعة للمتغيرات العالمية هو السبيل للحفاظ على مكانتها كممر لا غنى عنه في التجارة الدولية وعلى الأزدهار الاقتصادي لمصر.