«تحدٍّ جديد» إفريقيا تتحدى الدولار بأنظمة مدفوعات محلية مذهلة

يوفر للقارة نحو 5 مليارات دولار.. إفريقيا تتحدى هيمنة الدولار بأنظمة مدفوعات محلية (تفاصيل)

توفر إفريقيا للقارة نحو خمسة مليارات دولار سنويًا من خلال الاعتماد على أنظمة مدفوعات محلية، وتعمل دول القارة على تقليص هيمنة الدولار عبر استخدام عملاتها المحلية في التعاملات التجارية، يهدف هذا التحول إلى زيادة الاستقلالية المالية وتعزيز التجارة البينية بعيدًا عن القيود والمشاكل المرتبطة بالعملات الأجنبية الثقيلة التكاليف.

مدفوعات محلية لتقليل الهدر المالي

يُعتبر نظام المدفوعات والتسويات الإفريقي (PAPSS) خطوة حاسمة نحو تحقيق ذلك الهدف، فوفقًا لمايك أوجبالو، الرئيس التنفيذي للنظام، تتحمل البنوك الإفريقية تكاليف باهظة لتسوية مدفوعاتها عن طريق البنوك المراسلة الأجنبية، مما يؤدي إلى زيادة كلفة التجارة داخل إفريقيا بنسبة تصل إلى 50٪ عن المتوسط العالمي، يوفر النظام إمكانية تسوية المعاملات بين الدول الإفريقية باستخدام العملات المحلية مباشرة، مما يؤدي إلى تقليل تكلفة المعاملات إلى 1٪ فقط، مع تَجنُّب تحويل الأموال إلى الدولار، الأمر الذي يسهم في تحرير التجارة وزيادة استقلالية القارة.

5 مليارات دولار يمكن توفيرها سنويًا

أشارت المؤسسة المشغّلة للنظام إلى أن استخدام الأعضاء للعملات المحلية في التجارة سيوفر نحو 5 مليارات دولار سنويًا من العملات الأجنبية، تعتبر هذه الخطوة نوعية في تحقيق الاستقرار المالي الإفريقي وتقليل الضغط على احتياطات العملات الأجنبية، يضم النظام الآن 150 بنكًا تجاريًا في 15 دولة، بزيادة ملحوظة مقارنة ببدايته في 2022 مع عشرة بنوك فقط، يظهر هذا التوسع قدرة النظام على تقديم فرص أكبر للتجارة اللامركزية وتحقيق الفوائد المالية المرجوة.

دول كبرى تدعم.. وترامب يهدد

يتلقى هذا النهج دعماً متزايداً من مؤسسات كبرى، مثل مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، التي توفر قروضاً بالعملات المحلية للشركات الإفريقية لتجنب الاقتراض بالدولار، في المقابل، أثار الاتجاه نحو التخلي عن الدولار غضب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي هدد بفرض عقوبات اقتصادية على الدول التي تتبنى هذه السياسات، تعتبر هذه الخطوات بمثابة تحدٍ مباشر للهيمنة الأمريكية وتفتح الباب أمام منافسات جيوسياسية محتملة.

الجغرافيا السياسية تدخل على الخط

هذا التحرك يعيد تشكيل خارطة الاقتصاد العالمي، في ظل تحذيرات من خطورة الانزلاق إلى صراعات جيوسياسية مرتبطة بالنظام المالي العالمي، يشير دانيال ماكدويل، أستاذ التمويل الدولي، إلى أن هذه التحركات وإن كانت ضرورية من الناحية الاقتصادية، إلا أنها قد تُفسَّر سياسيًا كتحركات مضادة للمصالح الأمريكية، مما يزيد من تعقيد تنفيذ هذه السياسات في وجه ضغوط متزايدة.

نحو تجارة إفريقية أقل تكلفة وأكثر استقلالًا

تقود جنوب إفريقيا الجهود لدعم هذه المبادرات في اجتماعات مجموعة العشرين، وتصر الدول الإفريقية على المضي في هذا المسار بدافع البراغماتية الاقتصادية، وليس الأيديولوجيا، مع مرور الوقت وتزايد دعم الأنظمة المحلية، يبدو أن القارة تشهد تحولًا نحو بنية مالية أكثر كفاءة واستقلالية، معتمدة على تقليل الارتباط بالدولار الأميركي، وذلك حتى في ظل التهديدات المرتقبة من القوى العالمية.