«تحذير خطير».. المبعوث الأممي يدعو الحوثيين لتغيير مسارهم فورا

«تحذير خطير».. المبعوث الأممي يدعو الحوثيين لتغيير مسارهم فورا
«تحذير خطير».. المبعوث الأممي يدعو الحوثيين لتغيير مسارهم فورا

ألقى المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي تناول فيها المستجدات في اليمن والمنطقة منذ مارس الماضي، مسلطًا الضوء على التطورات المتسارعة والتحديات المستمرة أمام جهود تحقيق السلام، وأكد أهمية وقف التصعيد كخطوة أساسية للحفاظ على استقرار الأوضاع، مشيدًا بالدور الكبير لسلطنة عُمان في الوصول إلى التهدئة الأخيرة، داعيًا كافة الأطراف للعمل على تسوية شاملة للنزاع القائم.

المبعوث الأممي ينصح الحوثيين بمسار جديد

أشار غروندبرغ إلى مدى تعقيد المشهد اليمني مشددًا على ضرورة التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي وحماية المدنيين، واستعرض الهجوم الحوثي الأخير على مطار بن غوريون، وما ترتب عليه من ضربات إسرائيلية على ميناء الحديدة ومناطق أخرى، معربًا عن قلقه من انزلاق الأمور نحو تصعيد خطير يؤثر سلبًا على استقرار المنطقة، ووجه نصيحته للحوثيين بضرورة تغيير سياساتهم والدخول في عملية سياسية جادة تنقذ البلاد من أزمتها الحالية.

وأكد المبعوث الأممي أن وقف إطلاق النار الذي تم إعلانه فرصة ذهبية لتفعيل الوساطات الدولية والبدء في حوار يمني-يمني يدفع نحو حل مستدام، لكنه أشار إلى وجود تحديات تعيق هذه الخطوات منها غياب الثقة بين الأطراف، وتصاعد الأزمات الاقتصادية والانهيار المستمر في العملة المحلية، وهو ما يزيد من معاناة الشعب اليمني على كافة المستويات.

الأزمة الاقتصادية في اليمن تفاقم المعاناة

أوضح غروندبرغ أن التحديات الاقتصادية تشكل خطرًا أكبر على استقرار اليمن، حيث يعاني سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة والحوثيين من مشكلات حادة، ففي عدن وصلت الانقطاعات الكهربائية إلى 15 ساعة يوميًا، مع تسجيل انهيار كبير في سعر صرف الريال مقابل الدولار، بينما تتفاقم أزمة الرواتب في مناطق سيطرة الحوثيين وانعدام القدرة الشرائية، إضافة إلى قمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان، وهي تحديات تزيد من تعقيد مساعي التهدئة وتحقيق السلام.

كما تحدث المبعوث عن مظاهرات نسائية خرجت في عدن للمطالبة بتحسين الخدمات وضمان توفير الحقوق الأساسية، مشددًا على أهمية اتخاذ إجراءات عملية تساعد في تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، الأمر الذي يتطلب تعاونًا سياسيًا حقيقيًا بين جميع الأطراف.

خارطة الطريق والسلام المستدام في اليمن

أكد غروندبرغ أن خارطة الطريق التي اعتمدتها الأمم المتحدة لا تزال ركيزة أساسية للتقدم نحو السلام، مشيرًا إلى أن المحاور الرئيسية للخارطة تشمل وقف إطلاق النار بشكل شامل، ومعالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية، والمتابعة بعملية سياسية شاملة تتيح لجميع الأطراف المشاركة في بناء المستقبل. ورغم الصعوبات التي واجهتها الوساطة الدولية في عام 2023، لا يزال هناك أمل بتحقيق الاستقرار في حال توفر دعم إقليمي ودولي جاد.

وعبّر المبعوث عن قلقه إزاء ممارسات الحوثيين المتمثلة في احتجاز موظفي الأمم المتحدة وقمع الأصوات المستقلة، معتبراً أن ذلك يقوض الجهود الإنسانية والدولية لدعم اليمن، كما حثّهم على الإفراج عن المعتقلين بشكل فوري وغير مشروط، مشددًا على ضرورة التهدئة والتعاون لضمان تحقيق تسوية عادلة ومستدامة.

اختتم غروندبرغ إحاطته بالتأكيد على أن العودة للتصعيد العسكري ليس خيارًا واقعيًا، وأن الحل الوحيد يكمن في الحوار كوسيلة لإنهاء النزاع وضمان تحقيق السلام طويل الأمد، موجهًا دعوة واضحة لجميع الأطراف إلى التحلي بالحكمة والعمل معًا لتخطي المأزق الحالي.