تحذير هام اليوم.. سام ألتمان يتحدث عن فقاعة الذكاء الاصطناعي والتي قد تهدد المستقبل

تثير التصريحات الأخيرة لسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، جدلاً واسعاً في الأوساط التكنولوجية والمالية بشأن فقاعة الذكاء الاصطناعي المحتملة، حيث حذر من تضخم مبالغ فيه في تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي، مما يسلط الضوء على المخاطر التي قد يواجهها هذا القطاع الحيوي في المستقبل القريب.

أسباب تحذير سام ألتمان من فقاعة الذكاء الاصطناعي

يرى سام ألتمان أن تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي وصلت إلى مستويات مبالغ فيها بشكل غير مستدام؛ إذ يحصل بعض المشاريع الناشئة على تمويلات ضخمة وتقييمات عالية رغم عدم وجود نموذج عمل واضح أو إيرادات فعلية تدعم هذه القيم، مما يثير القلق حول استمرارية هذا النمو. بالإضافة إلى ذلك، يشير ألتمان إلى توقعات مبالغ فيها من قبل المستثمرين والمطورين تجاه قدرات الذكاء الاصطناعي على المدى القصير، ما قد يؤدي إلى خيبة أمل إذا لم تتحقق هذه التوقعات بالسرعة المتوقعة، فضلاً عن التحدي التقني المتمثل في ارتفاع تكاليف الحوسبة اللازمة لتدريب النماذج المعقدة، وهو عامل أساسي قد يشكل ضغطاً على الشركات ذات الموارد المحدودة.

مقارنة فقاعة الذكاء الاصطناعي بفقاعة “دوت كوم” وأهم الاختلافات

تشير العديد من التحليلات إلى أن الموجة الحالية في قطاع الذكاء الاصطناعي تحمل تشابهات مع فقاعة الإنترنت الشهيرة “دوت كوم”، التي شهدت تقديرات خيالية للشركات المرتبطة بالإنترنت قبل انهيارها؛ لكن الاختلاف الجوهري يكمن في أن الذكاء الاصطناعي اليوم ليس مجرد موضة عابرة، بل هو تقنية جوهرية تمس الكثير من القطاعات، ويوجد لاعبين كبار مثل NVIDIA، Microsoft، وAlphabet يحققون إيرادات فعلية من المنتجات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مما يعطي تصوراً مختلفاً يحول دون انهيار شامل مماثل لتلك الفقاعة السابقة.

ردود الأفعال والتناقضات بين تصريحات ألتمان والطموحات التوسعية في الذكاء الاصطناعي

على الرغم من تحذيرات ألتمان، يرتفع حجم الإنفاق الضخم لشركة OpenAI بقيادته، والتي تخطط لإنشاء مراكز بيانات ضخمة تتطلب استثمارات تريليونية في البنية التحتية، كما أكد جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، أن بناء هذه البنية التحتية في السنوات القادمة قد تصل قيمته إلى تريليون دولار حول العالم، مما يعكس توسعاً غير مسبوق في القطاع. هذا التناقض بين تحذيرات فانطلقيه ألتمان من فقاعة قد تؤدي إلى تضخم خطير وبين الخطط الطموحة للإنفاق يجعل الكثير من المتابعين يشككون في نواياه، وسط توقعات بتعديل التقييمات وتقوية الشركات ذات النماذج المستدامة مع تراجع من يعتمد على التمويل فقط.

العامل فقاعة “دوت كوم” فقاعة الذكاء الاصطناعي الحالية
طبيعة التقنية اتصال بالإنترنت فقط تقنية أساسية متعددة القطاعات
وجود شركات عمالية حقيقية قلة تحقيق إيرادات شركات كبرى تحقق إيرادات مستقرة
تقييمات الشركات مبالغ فيها وانهيار لاحق تضخم لكن مع احتمالية تصحيح تدريجي
تكاليف البنية التحتية لا يذكر تريليونات للاستثمار في مراكز البيانات

تتضارب آراء الخبراء حول فقاعة الذكاء الاصطناعي مع وجود تخوفات من استمرار التضخم في التقييمات وشكوك متزايدة في استدامة بعض الشركات الناشئة، بينما تدعم الإنجازات الحقيقية في القطاع وجود فرص لتطوير مستمر. ويبدو أن السوق على مشارف مرحلة تصحيحية ينتصر فيها من يمتلك نموذج عمل واضح وإيرادات فعلية، مما يشكل تحدياً كبيراً لشركات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد فقط على التمويل بدون أساس متين.