تحليل إسرائيلي جديد: استثمار نتائج ضربة قطر قد يمهد الطريق لاتفاق شامل الأسبوع القادم

العملية العسكرية التي نفذت في العاصمة القطرية الدوحة تحمل تأثيرات واسعة تمتد إلى الأطراف الأربعة الأساسية، وهي حماس وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، مما يجعل دراسة نتائج هذه الضربة مهمة لفهم تطورات الصراع في المنطقة. وفق ما أشار إليه اللواء احتياط تامير هيمان، رئيس معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، فإن هذه العملية قد تسرّع بالمسار نحو اتفاق شامل، شرط استثمار نتائجها بشكل صحيح.

تداعيات العملية العسكرية في الدوحة على الأطراف المعنية واستثمار نتائج الضربة

يؤكد تامير هيمان أن العملية التي استهدفت الدوحة لا تقتصر على تداعيات عسكرية فحسب، بل تترك أثرًا سياسيًا وعسكريًا عميقًا في جميع الأطراف المشاركة، فقد زادت الضربة من الضغط على حماس، وأثرت على الدور القطري، وعكست حالة من التوازن الحذر بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ويضيف أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وافق ضمنيًا على هذه الخطوة، رغم احتمالية تعرضه لانتقادات حادة، إذ وجدت واشنطن في الضربة وسيلة لدمج مزيج القوة والدبلوماسية لإنهاء الحرب في غزة. هذه الطاقة الجديدة التي ضخها الحدث قد تقدم فرصة ذهبية لتحقيق هدف الاتفاق الشامل لو أحسن استخدامها.

الضغط العسكري الإسرائيلي وصورة النصر المحتملة في مسار إنهاء الحرب الشامل

تبدو الحكومة الإسرائيلية في وضع معقد للغاية؛ فبينما تسعى إلى تصفية قيادة حماس وتصعيد العمليات في غزة، يبقى تحقيق النصر السياسي والعسكري مجهدًا بسبب تعدد المصالح والعوامل السياسية والميدانية؛ إذ يشير هيمان إلى أن محاولة إسرائيل عرض نفسها وكأنها تحقق “صورة انتصار” قد تفتح الباب أمام توافق شامل ينهى حالة الحرب، لكن عدم وجود قناة وساطة فعالة يعرقل تحويل الضغوط الميدانية إلى اتفاقيات ملموسة، خاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى. عدم استثمار الزخم الحالي يحفز إسرائيل على مواجهة أعمق داخل غزة، ما قد يؤدي إلى تصعيد لا يُحمد عقباه.

ضرورة تعليق العمليات العسكرية مؤقتًا واستثمار نتائج الضربة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية

اختتم رئيس معهد دراسات الأمن القومي تحليله بتوصية واضحة بوقف مؤقت للعمليات العسكرية في غزة، بهدف منح الوقت الكافي لتعزيز الأثر السياسي للضربة التي وقعت في الدوحة، وانتظار تجلّي نتائجها بشكل كامل. هذه الخطوة تسعى لتفادي الانزلاق في مواجهة مفتوحة تمتد دون ضوابط، وترمي إلى تمهيد الطريق لإبرام اتفاق شامل يحقق الأهداف الاستراتيجية للحرب، ويُعيد التوازن إلى المنطقة.